ياسين …  على منصات التتويج الأحد ، 28 يوليو 2024 بقلم/ بابكر عيسى أحمد 

72

ياسين …  على منصات التتويج

الأحد ، 28 يوليو 2024
بقلم/ بابكر عيسى أحمد 


 اندهشت لدرجة العجب من الإنتشار الكبير والواسع للمقال الذي سطرته الأسبوع الماضي في ذات المساحة تحت عنوان “ياسين …  شعلة متوهجة في الأولمبياد” والذي بدأته بأبيات أمير الشعراء: أحمد شوقي والتي يقول فيها “وللأوطان في دم كل حر …  يد سلفت ودين مستحق” … مبلغ الدهشة تجسدت في الإنتشار الواسع لوسائط التواصل الإجتماعي وخاصة “الفيسبوك” الذي استخدمه كوسيلة لتحقيق هذا التواصل.من كل مكان انطلاقاً من دولة قطر الحبيبة إلى دول الجوار الخليجي إلى السودان ومصر عبوراً إلى أوروبا فالمحيط الهادئ وصولاً إلى الأمريكتين تصل تلك الرسائل بيسر وسهولة ويقرأها الناس … الأصدقاء منهم والأقارب ويتبرع البعض بإعادة نشرها في المجموعات الخاصة بهم حتى يتحقق الإنتشار المطلوب والمرغوب.لعل أول هذه الرسائل وصلتني من الأخ والصديق أيمن موسى المحامي الذي ابتدرني بالقول أنه سعد بالمقال الرائع عن الإبن ياسين والذي شكل علامة فارقة في مسيرته الاولمبية وأضاف أنه ما أن نزل المقال حتى ضجت الأسافير بالرسائل في بريده الخاص وبريد كل أفراد الأسرة الذين تبعثرت بهم الدروب بين مصر والخليج والعوالم البعيدة، مما يبين حجم انتشار كتاباتكم في السودان حسب ما يقول رغم صدور الراية في دولة قطر ورغم الحرب وضعف الإنترنت في كثير من مدن السودان … لعمري أن هذا مدعاة للفخر أن يكون لكلماتي في صحيفة الراية كل هذا الصدى الطيب في الأرجاء.توالت التعليقات وانهالت بصورة مفرحة … تقول إحدى الصديقات للأسرة ” أن قلوبنا مع ابننا البطل ياسين وهو فخر لنا في الألعاب الاولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس وقد فاز بقلوب الملايين من بني وطني المنكوبين والغارقين في وحل الهزائم  النفسية كل صباح في مستنقع الحرب اللعينه، المحشورين في جحر التناحر والشقاق و”البل والجغم”، غابت الفرحة عن حيواتهم المفعمة بالتشرد والخوف والجوع ونقص في الأنفس والممتلكات … ووجهت التحية للطبيبة السيدة أميرة موسى على هذا النبت الطيب وألف رحمه ونور على روح والده أحمد عزالدين الذي سيفرح في عليائه بقرار الإبن ياسين، وكل السؤددة والتوفيق للبطل ياسين لسان حالنا مستعينين بياسين في عدوه السريع للخروج من وهده الحرب والدمار وأن يحمل جيله من عيالنا في الوطن والشتات مشعل الأمل ليخرجونا من دياجير هذا النفق المظلم الذي حشرنا فيه.يدعو الأستاذ أدريس مبارك للإبن ياسين بالتوفيق وأن يستر الله عليه وأن يرفع علم بلادنا في بلاد العجم ويعيد لنا الفرحة في الزمن  الصعب علينا كلنا وتعود البسمة لكل سوداني ونرجع لوطننا الغالي.في صحيفة البيان الإماراتية سطر الزميل ياسر قاسم كلمات مشرقات في حق البطل ياسين المولود في 13 أغسطس 2001 وأشقائه “يوسف ويحيى  ويزيد”  … ولم يدر بخلد والديه أن يجمع نجلهما ياسين بين نبوغه الدراسي والتميز في مضامير الرياضة كما حدث عندما تفجرت موهبته وإمكاناته البدنية بعد بلوغه ال15 عاماً وهو يفوز بجائزة الأمريكيين من أصول أفريقية 3  مرات على التوالي ليحصل لاحقاً على منحة جزئية من جامعة تكساس بمدينة أوستن وهي أكبر وأشهر جامعات تكساس نظير هذا التفوق.تتوالى الرسائل النصية “ياسين يرفع الرأس ويسند الوطن المنكوب بلا ضوضاء ولا مّن ولا اذى …  ثمرة شجرة طيبة وأصل كريم” … ويسأل آخرون أن يوفق الله ياسين ويسدد خطاه ويجعله بطلاً فذاً لرفعة بلاده السودان في زمن حط فيه غيره إسم السودان أرضاً … ويضيف ثالث أن مجرد إعلانه لتمثيل بلده الأصلي السودان في هذا الظرف الذي تمر به بلادنا انتصاراً لشعب مثقل بالأحزان والدماء … ويشير رابع أن ياسين فات الكبار والقدرو في حب الوطن والوطنية والانتماء وآثر أن يرفع علم بلده الأم بدلاً عن بلده أمريكا بالتجنس … إنه من أسرة عريقة كريمة تنتمي لعروس الرمال … سلام أهل الغرة أهل المكارم “ديمه مارقين قدحكم بره” … كل الأمنيات له بالفوز الباهر عزة للسودان المنسي ولأهله الكرام … والتحيه موصوله للدكتور عبدالرحمن محجوب دقق الذي عقب بصورة رائعة على المقال.الآن فقط اكتشفت لماذا يهاب البعض وسائط التواصل الإجتماعي لأنها تختصر المسافات وتكشف المخفي وتقول المثير الخطر … كما يقول “الحسين الحسن”، وحمداً لله أن هذه الوسائط تضيء لنا المشاعل المتوهجة التي تبدد الظلمة عن حياتنا.الذين يخافون الحقيقة يعيشون في الظلام ويعذبهم الضوء ولكنها جسر للتواصل والمحبة والإخاء والألفة إن أحسن استخدامها … أولمبياد باريس إنطلقت ورؤية علم السودان يرفرف فوق منصات التتويج فرح لنا في هذا الزمن الذي يسكنه الحزن … ولن نقول فقط لياسين مبروك بل سنرفع له القبعات وننحني إجلالاً له … والتحية لأسرته الكريمة وكل أحبائه والرحمة لوالده في الأعالي وليفرح معنا بإنجازات هذا الفارس الطيب والطاهر.

Leave A Reply

Your email address will not be published.