السودان من حقه رفض المشاركة في جنيف ! موقف د.حسن محمد صالح
السودان من حقه رفض المشاركة في جنيف !
موقف
د.حسن محمد صالح
28 يوليو، 202437
انا وغيري من المراقبين والمهتمين نطرح سؤلا محددا ما هو الهدف من البيان الامريكي المتعلق بمفاوضات جنيف في سويسرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة ؟
.هل البيان له صلة بالسباق الرئاسي و الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية والصراع بين بايدن ونائبته مرشحة الرئاسة في البيت الابيض من جهة و مرشح الحزب الجمهوري ترامب من جهة اخري ؟ ام ان البيان يحمل رغبة امريكية حقيقية في تحقيق السلام في السودان وتيسير وصول الإغاثة للمحتاجين والمتضررين من الحرب ؟
نقول ((بيان)) امريكي لانه لم يكن دعوة مسلمة للاطراف المعنية وعليه كما قال الدكتور امين حسن عمر يظل بيانا تم العثور عليه في وسائل الإعلام وتم توصيله لوزارة الخارجية السودانية لاحقا والتي قالت إنها سوف ترد عليه بعد توضيحات يطلبها الجانب السوداني من الامريكي واهمها العلاقة بين مفاوضات جنيف في ١٤ اغسطس ٢٠٢٤م وماتم في جدة برعاية الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية في ١١ مايو ٢٠٢٣م والذي نص علي خروج الدعم السريع من منازل المواطنين ومن كافة الاعيان المدنية مثل المدارس والمستشفيات وغيرها كما نصت جدة علي تيسير وصول الإغاثة للمتضررين بسبب الحرب ؟ وهل تم تنفيذ مقررات جدة حتي تاتي وساطة امريكية جديدة ومفاوضات في سويسرا تلعب فيها المملكة العربية دور المراقب بعد ان كانت شريكا في محادثات جدة ويكون الاتحاد الافريقي مراقبا للمفاوضات والسودان ليس عضوا في الاتحاد الافريقي الذي علق عضوية السودان في الاتحاد منذ القرارات التصحيحية لرئيس مجلس السيادة في السودان في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م .
الادهي وامر هو حضور دولة الإمارات العربية المتحدة للمفاوضات بصفة مراقب والإمارات هي الطرف الداعم لمليشيا الدعم السريع بالسلاح وقام السودان برفع شكوي ضد الامارات الي مجلس الامن الدولي لم يتم البت فيها حتي الآن .
البيان الامريكي كما هو معلوم خاطب ما اسماهم بطرفي النزاع وهما الجيش والدعم السريع علما بان قوات الدعم السريع قد تم حلها بعد تمردها علي الدولة وتحولت الي مليشيا قوامها الاجانب القادمين من بعض دول غرب افريقيا وجنوب السودان وإثيوبيا ولم يعد الجيش السوداني يعترف بقوة تحت مسمي الدعم السريع فكيف يجلس معهم في مفاوضات ولو جاءت غير مباشرة ؟ اما الجيش السوداني يقاتل مليشيا الدعم السريع و المقاومة الشعبية تقاتل التمرد لمواجهة عدوان المليشيا وغدا الشعب السوداني كله من اصحاب المصلحة لوجود المواطنين السودانيين باعداد كبيرة في ميادين القتال ضد المليشيا وهم خصم حقيقي لها وهي التي تقتلهم وتنكل بهم . واستثنت الولايات المتحدة الامريكية المقاومة الشعبية بكل ثقلها عن الدعوة كما استثنت حركات الكفاح المسلح التي تدافع عن الفاشر وسنار تحت مسمي القوات المشتركة .
هذه الاسباب مجتمعة كفيلة برفض الجيش للدعوة الامريكية واعتبارها شان يخص الداخل الامريكي لان هذه الدعوة لم تنشا الا بعد الحملة التي شنها بعض الكتاب الامريكيين علي إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن واتهامها بتجاهل الحرب في السودان .
الشعب السوداني يرفض مفاوضات جنيف تحت رعاية الولايات المتحدة لانه ينظر للموقف الامريكي بقدر كبير من الشك والريبةويظن اهل السودان ظنا لا يخالطه اي شك ان الولايات المتحدة الامريكية تريد إنقاذ مليشيا الدعم السريع من الهزيمة التي تواجهها في ميادين القتال علي يد القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري والمستنفرين ليس هذا فحسب ولكن المليشيا المجرمة القاتلة المغتصبة بناءا علي مفاوضات جنيف سيكون لها دور سياسي في السودان لا يقل عن دورها قبل المحاولة الانقلابية التي قادها قائد التمرد حميدتي في ١٥ ابريل وتريد الولايات المتحدة ان تعيد الحاضنة السياسية للتمرد قحط تقدم من جديد لسدة الحكم باسم الحكم المدني والديمقراطية .
الشعب السوداني لن يقبل بوساطة امريكية في جنيف طالما لم تنفذ امريكا مقررات جدة التي عملت واشنطن علي فرضها علي الجيش السوداني وتم فرض الهدن العسكرية المتلاحقة والتي ساعدت المليشيا علي التقاط انفاسها و إعادة تموضعها في بيوت المواطنين . لم تسعي امريكا لتنفيذ وساطتها في جدة ببنودها الواضحة ظنا من الامريكيين ان مليشيا الدعم السريع سوف تنتصر علي الجيش حسب المعطيات والواقع علي الارض وتفوق المليشيا علي الجيش من ناحية لوجستية ودعم مفتوح من دولة الامارات التي تخارب الجيش السوداني نيابة عن اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية .
ختاما
الإعلاميون السودانيون من علي وسائط التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية عليهم ان يعملوا في تناغم مع قيادة البلاد والقوات المسلحة لسبب بسيط وهو حالة الحرب التي يمر بها السودان وتقديرات القيادة للمفاوضات من مصلحة قومية ووطنية ولكن للاسف بعد الإعلاميين منهم الكاتب عثمان ميرغني طاروا بالاعلان الامريكي لترويجه وإقناع الراي العام السوداني باسم السلام ووقف الحرب وفي هذا خذلان لجيش البلاد وهو يحارب اكثر من ١٧دولة لها مرتزقة داخل السودان .
السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤م