بابكر عيسى أحمد يكتب: إطلالة على العلاقات القطرية السودانية

صحيفة الراية القطرية عدد الاحد 22 ديسمبر 2024

177


إطلالة على العلاقات القطرية السودانية

الأحد، 22 ديسمبر 2024

بابكر عيسى أحمد
سعدت كثيرًا بمشاركة الجالية السودانية والجاليات المُقيمة بالدولة، باحتفالات البلاد باليوم الوطني الذي صادف يوم 18 / 12 / 2024، وهي مُشاركة مشرّفة عكست قدرًا من العرفان والتقدير لموقف دولة قطر تحت الرعاية الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- وتمنَّت الجاليةُ عبر إعلانات في الصحف القطرية الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه للدولة، وشعبها الكريم، وأن تواصل النهوض والارتقاء بحكمة “كبار القدْر” الذين أعطوْا رحيق حياتهم لهذه الأرض.
هذه التداعيات قادتني من جديد إلى إلقاء “إطلالة على العلاقات القطرية السودانية” في الماضي والحاضر والمستقبل، حيث تبينَ لي أن هناك الكثيرَ من الجهد يجب أن يُبذل من أجل تمتين هذه العلاقات والنهوض بها إلى مشارف واعدة من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين عطاءً وأملًا ورخاءً.
أنا على يقين بأن مواقف الدول لا تُبنى على العواطف وإنما تبنى على المصالح المُشتركة والنفع المتبادل وتبادل الرؤى، التي تدفع بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع.
في هذه المُناسبة نستذكر المواقف القطرية المشهودة تُجاه السودان والمبادرات الخلاقة لدفع السلام والتعايش والاستقرار في ربوعه، وقد انطلقت أول هذه المساهمات الجادة والخلاقة برعاية “سلام دارفور” الذي رعاه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يحمل للسودان والسودانيين كل الحب والخير والمودة متمنيًا له النهوض والارتقاء.
لم يكن “سلام دارفور” المحطة الوحيدة التي توقَّفَ عندها قطار العلاقات الثنائية، فثمة وقفات لقطر تحت قيادة سمو الأمير لا تُنسى، ونستذكر منها محنة الفيضانات وحملة “سالمة يا سودان” و “أيدينا للبلد” و “أزمة كورونا” التي رعتها السلطات القطرية مع الروابط المهنية ورابطة المرأة “سوا” بدولة قطر ومؤسسات الدولة الخيرية والإنسانية، عونًا وخيرًا لأهلنا في السودان، وحتى الآن لم تتوقف قطر عن جهودها لوقف الحرب الدائرة في السودان، ويدها الممدودة للخروج من أتون الحرب إلى باحات السلام، وهو جُهد مُقدّر نتمنى له من قلوبنا التوفيق والسداد.
هذا إلى جانب الاهتمام الإعلامي بتطورات الأحداث في السودان عبر “الجزيرة مباشر” التي أصبحت نافذة يُطل منها أهل السودان في المهاجر على تطورات الأحداث في بلادهم.
يكفينا فخرًا أن الجالية السودانية “مُقدَّرة العدد بدولة قطر” كانت لها إسهامات مُقدرة وجهود متنامية لتحقيق التنمية والبناء وهم ينعمون بالأمن والاستقرار والتعايش مع أهل البلاد النُجباء الذين لم يجدوا منهم سوى المحبة والإخاء.
نتطلع -نحن الذين عشنا في هذه البلاد سنين عددًا- أن تشهد العلاقات القطرية السودانية المزيد من التطور والنماء بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، وما زلنا نستذكر الجسر الجوي الذي أشرفت عليه القوات الجوية الأميرية لإجلاء العديد من الأسر التي كانت عالقة بمدينة بورتسودان ومواصلة الجسر الجوي عبر المساعدات الإنسانية والعينية للمُحتاجين في المدن والقرى السودانية.
السودانيون الذين قدِموا إلى قطر في سنوات مبكرة وضعوا بصمات لا تُمحى في مسيرة التنمية في مختلف المجالات، وإن كانت المساحة تقصر عن ذكر أسمائهم إلا أنهم يظلون مشاعل مضيئة في المجالات الرياضية والإعلامية والدبلوماسية وفي العديد من المؤسسات العسكرية والأمنية والخدمية.
تحت شعار “قطر .. عالم واحد متحد” احتفلت قطر هذا العام بيومها الوطني وهو شعار يعكس التلاحم بين الشعب وقيادته الحكيمة، والألفة بين أبناء الشعب الواحد إلى جانب استنهاض التراث الشعبي والقيم الموروثة، وهي تسير على خطى المؤسس “الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني” عليه رحمة الله، الذي جعل من قطر بحق وحقيقة “كعبة المضيوم” وبالتوفيق والسداد.

Leave A Reply

Your email address will not be published.