للاستماع لقراءة صحيفة القوات المسلحة العدد الصادر يوم الخميس 26 ديسمبر 2024
مستخدما تطبيق Google drive
للاستماع لقراء صحيفة القوات المسلحة العدد الصادر يوم الخميس 26 ديسمبر 2024، مستخدما تطبيق Google drive، اضغط هنا ……!!
لتصفح صحيفة القوات المسلحة العدد الصادر يوم الخميس 26 ديسمبر 2024، مستخدما تطبيق Google drive، اضغط هنا …….!!
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
محاسبة مجرمي الحرب في السودان بين الطموح الوطني والتحديات الدولية
يشكل إعلان النائب العام السوداني عن عزم السلطات على محاكمة عناصر المليشيات المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خطوةً مهمةً نحو تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا. إن التأكيد على كفاءة النظام القضائي الوطني وقدرته على التعامل مع هذه الجرائم المعقدة يعكس إرادة سياسية جادة لمواجهة الإفلات من العقاب.
تتميز المحاكمة الوطنية بعدة مزايا، منها الاقتراب من الضحايا، تمكن المحاكمة الوطنية الضحايا من المشاركة بشكل مباشر في العملية القضائية ومتابعة سير الإجراءات، مما يعزز ثقتهم في العدالة، والفهم العميق للسياق المحلي، فتمتلك المحاكم الوطنية فهمًا أعمق للسياق الثقافي والاجتماعي للجرائم المرتكبة، مما يسهل عملية التحقيق والإثبات، وتساهم المحاكمات الوطنية في ترسيخ مبدأ سيادة القانون وردع مرتكبي الجرائم عن تكرارها.
على الرغم من أهمية هذه الخطوة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، منها ضخامة الجرائم، فحجم الجرائم المرتكبة وتعدد مرتكبيها يتطلبان جهودًا كبيرة من النيابة العامة والأجهزة الأمنية، وجمع وتوثيق الأدلة في مناطق النزاع يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السودان، وقد يتعرض بعض القضاء لضغوط سياسية من مختلف الأطراف، مما قد يؤثر على استقلاليتها ونزاهتها، وتتطلب محاكمة مجرمي الحرب تعاونًا دوليًا واسعًا لتسليم المتهمين وتبادل المعلومات.
على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم للسودان في مساعيه لتحقيق العدالة، وذلك من خلال تقديم المساعدة التقنية، فيمكن للدول الصديقة والمؤسسات الدولية تقديم الدعم الفني والقانوني للنيابة العامة والأجهزة القضائية، وتوفير الحماية للشهود، فيجب حماية الشهود والضحايا من الانتقام، وتوفير برامج حماية خاصة لهم، ويجب تجميد أصول المتهمين في الخارج لمنعهم من الاستفادة منها.
إن محاكمة مجرمي الحرب في السودان هي عملية طويلة ومعقدة تتطلب صبرًا وإصرارًا. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنها تمثل فرصة تاريخية لتحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب. إن نجاح هذه العملية سيعزز من مكانة السودان في المجتمع الدولي وسيشجع الدول الأخرى على محاكمة مرتكبي الجرائم الدولية.
