شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي، علامة فارقة في مسيرة التعاون المشترك
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي، علامة فارقة في مسيرة التعاون المشترك
ghariba2013@gmail.com
المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي، علامة فارقة في مسيرة التعاون المشترك
ينعقد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي في بكين في 30 مايو 2024، حاملاً معه آمالاً عريضة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية. ويأتي هذا الاجتماع الوزاري في ظرفٍ هامٍ تتسم فيه المنطقة العربية والعالم بِتحولاتٍ جسام، ليُمثل فرصةً مثاليةً لتقييم مسيرة التعاون المشترك على مدار عقدين من الزمن، ورسم آفاقٍ جديدةً للتعاون على مختلف الأصعدة.
شهدت العلاقات الصينية-العربية خلال العشرين عاماً الماضية قفزةً نوعيةً على كافة المستويات، ترجمت إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع. فقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 300 مليار دولار أمريكي في عام 2023. كما لعبت الاستثمارات الصينية دورًا هامًا في تنمية البنية التحتية في الدول العربية، ودعمت مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويُعدّ مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين عام 2013، نموذجاً بارزاً للتعاون المثمر بين الصين والدول العربية. فقد ساهمت هذه المبادرة في ربط الدول العربية بِشبكةٍ واسعةٍ من الطرق البرية والبحرية، وفتحت آفاقاً جديدةً للتجارة والاستثمار.
مباحثات حاسمة ونتائج مُنتظرة:
من المُتوقع أن يُركز المؤتمر الوزاري العاشر على مُناقشةِ عددٍ من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية للجانبين، بما في ذلك دعم التنمية الاقتصادية، ستبحث الدول العربية والصين سبل تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتكنولوجيا، بجانب التعاون في مجال الطاقة، فمن المُتوقع أن يناقش الجانبان إمكانيات التعاون في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتُعدّ أزمة الأمن الغذائي من التحديات الرئيسية التي تواجهها الدول العربية، ومن المُتوقع أن يُبحث المؤتمر سبل تعزيز التعاون مع الصين في هذا المجال، وتعدّ ظاهرة التغير المناخي من التحديات المشتركة التي تواجهها البشرية جمعاء، ومن المُتوقع أن يناقش المؤتمر سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية لمكافحة هذه الظاهرة، ومن المُتوقع أن يناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأزمة في أوكرانيا والتطورات في الشرق الأوسط.
يُمثل المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي علامةً فارقةً في مسيرة التعاون المشترك بين الجانبين. وتُشيرُ المؤشراتُ إلى أنّ العلاقات الصينية-العربية تتجهُ نحو آفاقٍ واعدةٍ من التعاون والتكامل في مختلف المجالات.
فالصين تُولي اهتماماً خاصاً للعلاقات مع الدول العربية، وتُدركُ تماماً أنّ هذه الدول تُمثلُ شركاءً استراتيجيين هامين في تحقيق مبادرة الحزام والطريق. كما أنّ الدول العربية تُنظرُ إلى الصين كشريكٍ موثوقٍ يُمكن الاعتماد عليه في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يعدّ السودان من الدول العربية التي تتمتع بعلاقاتٍ قويةٍ مع الصين. فقد لعبت الصين دورًا هامًا في دعم الاقتصاد السوداني من خلال الاستثمارات والمساعدات التنموية، و من المُتوقع أن تشهد العلاقات الصينية-السودانية المزيد من التطور في المستقبل، خاصة في مجالات البنية التحتية والزراعة والتعدين.
يُعدّ المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي حدثاً هامًا يُتيحُ الفرصةً لتقييم مسيرة التعاون المشترك على رؤى جديدة ووفق معايير دولية حديثة