تباريح عمر أحمد الجعلي أخطاء يقع فيها الكتاب والصحفيون !! (18)
لمتابعة الجزء 17 وكل الأجزاء السابقة لسلسلة المقال، اضغط هنا …..!!
تباريح
عمر أحمد الجعلي
أخطاء يقع فيها الكتاب والصحفيون !! (18)
تحدثنا في العمود السابق عن كتابة بعض الكتاب والصحفيين للافعال المعتلة اعتقادا منهم أن كتابتهم صحيحة ؛ مثل ندعو ، نسمو ، نعلو… إلخ
حيث يكتبها البعض بالف التفريق التي تكتب مع الأفعال الخمسة في حالتي النصب والجزم ؛ مثل :
(لن يذهبوا) ، ( لم يذهبوا) ، وقد يلتبس على بعضهم الأمر عندما يقرأها في القرآن الكريم : قال الله تعالى :
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) الإسراء. فيجد كلمة (ندعو) مكتوبة في القرآن هكذا ( ندعوا) !!
الرسم القرآني رسم توقيفي ، كتبه كتاب الوحي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو رسم يختلف عن الرسم الإملائي في اشياء كثيرة لحكمة ارادها الله تعالى ؛ فالرسم الاملائي هو اعجاز ، والقرآن محفوظ بالفاظه وبرسمه وكما كتبه الصحابة رضوان الله عليهم.. قد تجد كتابة كلمة ( امرأة) مكتوبة بالتاء المربوطة والمبسوطة في القرآن الكريم ، مثلا امرأة بالتاء المبسوطة ؛ قال تعالى في سورة التحريم:
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(11)
كتبت هنا بالتاء المبسوطة لأنها زوجة لرجل معين معروف وكتبت بالتاء المربوطة لأنها هنا ليست زوجة معينة لرجل معين لهذا جاءت نكرة ؛ قال تعالى :
﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) إذن الرسم الاملائي للقرآن الكريم به إعجاز فكل حرف وضع في مكانه لحكمة يعلمها الله تعالى
فهو رسم إعجاز يختلف عن رسم البشر الذي يعدل ويغير وتتحكم فيه مجامع اللغة العربية حسب ما تراه وحسب ما يشكل عليهم !!
لهذا نقول : سيظل الرسم القرآني مكتوبا كما كتبه الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها…ونواصل إن شاء الله تعالى.
لمتابعة الجزء 19 من سلسلة المقال، وكل الأجزاء السابقة ، اضغط هنا ….!!