تأملات| جمال عنقرة يكتب: احمد هارون ّ.. عزاء خاص في ود المكي
جسور نيوز
احمد هارون ّ.. عزاء خاص في ود المكي
تأملات
جمال عنقرة
لا يختلف اثنان في عظم البصمات التموية في مجالات البناء والانشاء والتعمير التي وضعها مولانا احمد محمد هارون والي ولاية كردفان الاشهر خلال فترة حكمه للولاية. ولكن قناعتي أن بصمات احمد هارون الاجتماعية والسياسية والإنسانية أعظم من ذلك بكثير، وواحدة من هذه البصمات احتفائه التاريخي غير المسبوق المميز بشاعر الوطن الفذ شاعر الاكتوبريات الخالدة، صاحب “أمتي” الكردفاني الأصيل الشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم الذي رحل عن دنيانا الفانية الاسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، ويستحق مولانا احمد هارون تعزية خاصة، بوضعه لود المكي في الموضع الذي يستحقه، في واحدة من عبقريات احمد هارون التي تضعه في مصاف الخالدين – علي الاقل في سجل الذين حكموا كردفان – من محمد سعيد جراب الفول وحتى يومنا هذا، بل علي رأسهم جميعا، وما تميز به احمد هارون انه حكم بالكردفانية فقط، لا بشئ غيرها، ولعل الناس يذكرون انه أشرك في حكومته الأولي عددا من أبناء الأبيض المميزين لم تكن لهم ادني علاقة بحزب المؤتمر الوطني الذي كان يحكم باسمه، ولا بالحركة الإسلامية التي ينتمي إليها، مثل الاخوة كمال عوض عبد الدائم، وبكري يوسف البر، ونزار ابو الزول، وفتح الرحمن عوض الكريم ابو دومة، ولأن احمد هارون لم يستثن حزبا ولا كيانا معارضا في مشروع نفير النهضة، كانت ولاية شمال كردفان الولاية الوحيدة التي لم تخرج في مظاهرات سبتمبر ٢٠١٣م ضد حكم الإنقاذ وفاء وتقديرا لابنهم احمد هارون الذي أعزهم وأكرمهم، ولما قدمه احمد هارون من تقدير للرموز الكردفانية تبرع الخبير الكردفاني الدكتور بشير عمر وزير مالية الديمقراطية الثالثة القيادي في حزب الأمة القومي، تبرع بثلاثة ايام من كل شهر لدعم نفير النهضة يقدم فيها محاضرات لتدريب ةتاهيل العاملين في الخدمة المدنية في شمال كردفان، وكان يأتي من جدة إلى الأبيض كل ثلاثة شهور يقدم دورة تدريبية لمدة تسعة ايام طوال فترة خكم احمد هارون للولاية وكان يأتي علي نفقته الخاصة، ولقد استفاد الالاف من هذه الدورات الممتازة المميزة.
واذكر عندما جاء الشاعر الراحل المقيم محمد المكي إبراهيم في زيارة للسودان في العام ٢٠١٤م بعد طول غياب، وكانت تلك اول شهور مولانا في الحكم، فتحدث معي عن تنظيم احتفالية كردانية بابن كردفان، وكنت اتولي شان الإعلام في مشروع نفير النهضة الذي كان يقوده الرمز الوطني الكردفاني الراحل المقيم المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، واستقرت الفكرة علي تنظيم احتفالية كبيرة علي شرف مقدمه الميمون في عروس الرمال يشارك فيها زملاء دراسته الدفعة السابعة في مدرسةمدرسة خور طقت الثانوية والمبدعون والاعلاميون من الكردافة الناس القيافة، وكانت القيدومة دعوة عشاء اقامها مولانا في الخرطوم لابناء الدفعة ٧، وهي من أكثر دفع خورطقت تميزا، ومن أشهر طلابها مع ود المكي الدكتور علي الحاج محمد واللواء عثمان عبد الله وزير دفاع الانتفاضة والبروفيسور محمد عبد الله الريح حساس محمد حساس، والسفير الدكتور حسن عابدين، وغيرهم.
اما ليلة الاحتفال الكبري في ميدان الحرية بالأبيض فكانت ليلة من أجمل الليالي، ولقد افلح صديقنا حسن حمد في اعدادها، وشارك في احيائها موسيقار كردفان العظيم الفنان الدكتور عبد القادر سالم، شفاه الله وعافاه، والفنان مصطفي السني، والفنان ابو بكر سيد أحمد والفنان جمال النحاس، ومن محاسن الصدف أن الاحتفالية كانت في شهر ود المكي شهر اكتور، وكانت الأجواء خريفية رائعة بديعة، وتقدم الحضور كبير كردفان المشير سوار الذهب له الرحمة والمغفرة، وعدد من زملاء ود المكي في خور طقت، السفير عثمان السيد، واللواء بابكر عبد الرحيم، وعبدوالعزيز خوجلي، والفاتح مكي، والأستاذ عمر يس الذي كان نجم الليلة بلا منازع، وشارك فيها من المبدعين الكردافة انتماء وعشقا، الفنان علي مهدي نوري، والجنرال احمد طه، والقصة محمد عثمان الحاج، والفنان الشامل معتصم الجعيلي، والسفير المفكر المثقف خالد فرح، والفنان محمد علي مخاوي، والاعلامي القانوني الدكتور معاوية ابو قرون، ومحمد عكاشة، وغيرهم.
ولم يقف الاحتفال عند ليلة ميدان الحرية العظيم، فكان هناك برنامج حافل في مدينة بارا في ليلة فنية في عصرية ماطرة تحت ظلال شجرة “زانوق” شارك فيها مبدعون محليون من الزمن الجميل، وكانت هناك قراءات شعرية في صالون كردفان، صالون الفاتح النور، وكانت هناك زيارة تاريخية لمدرسة خور طقت الثانوية، وقفت فيها الاجيال علي الأطلال،
ولك في الختام اخي مولانا احمد محمد هارون احر التعازي في فقيدنا العزيز الشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم الذي خلدت مقدمه قبل عشر سنوات، بتلك الاحتفالية الخالدة كما خلد هو اسمه باشعاره ومواقفه الوطنية الشامخة، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
للاطلاع على المقال من مصدره الاصلي جسور نيوز….. اضغط هنا !!!