القوات المسلحة عدد يوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر 2024
مستخدما تطبيق Google drive
لتصفح صحيفة القوات المسلحة عدد يوم الثلاثاء العاشر من ديسمبر 2024، مستخدما تطبيق Google drive، اضغط هنا …..!!
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
عبد الكريم الكابلي: أيقونة الغناء السوداني ورمز الثقافة
رحل عنا فجر يوم الجمعة الثالث من ديسمبر عام 2021، عملاق الغناء السوداني، الشاعر والملحن والمطرب والباحث في التراث الشعبي السوداني، عبد الكريم الكابلي. ترك رحيله حزناً عميقاً في قلوب محبيه وعشاق الفن الأصيل في السودان والعالم العربي.
كان الكابلي أكثر من مجرد مطرب، فهو فنان شامل امتلك موهبة فريدة في صياغة الكلمات وتلحينها وغنائها بصوت شجيّ. استطاع أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة في أعماله، فقدم لنا أغاني خالدة تجاوزت حدود الزمان والمكان، مثل “شذى زهر” التي غناها للشاعر محمود العقاد، و”يا حبيب العمر” التي أصبحت من كلاسيكيات الأغنية السودانية.
بدأت رحلة الكابلي الفنية في وقت مبكر، حيث اكتشف موهبته منذ صغره. ساهم في تطوير الأغنية السودانية، وأثر في أجيال من الفنانين الذين اعتبروه قدوة وملهماً. كان صوته المميز وقدرته على تجسيد المعاني العميقة في كلماته، من أهم العوامل التي جعلته أيقونة في عالم الغناء السوداني.
لم يقتصر اهتمام الكابلي على الغناء، بل كان باحثاً متعمقاً في التراث الشعبي السوداني. جمع العديد من الأغاني والأهازيج الشعبية، وساهم في حفظها ونقلها للأجيال القادمة. كان يرى أن التراث هو عمق الهوية، وأن الفنان الحقيقي هو الذي يستمد إلهامه من جذوره.
كان الكابلي أكثر من مجرد فنان، فهو رمز للثقافة السودانية، وحمل راية بلاده في المحافل الدولية. مثّل السودان بأفضل صورة، ونقل صورة مشرقة عن ثقافة بلاده وعاداتها وتقاليدها.
رحل الجسد، وبقي الصوت يصدح في وجداننا. ترك الكابلي إرثاً فنياً غنياً، سيبقى خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة. ستظل أغنياته تلهمنا وتذكرنا بأيام مضت، وستكون مصدر إلهام للكثير من الفنانين الشباب.
رحيل الكابلي خسارة فادحة للفن السوداني والعربي، ولكن إرثه سيبقى حياً ما دامت هناك أذن تستمع لأغنياته، قلب يحس بجمال كلماته.
في الختام، نتقدم بخالص العزاء لأهل الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.