تأملات
جمال عنقرة
مصر بلدنا .. وربنا يسلم السودان بلدنا
3 يوليو، 2024
عندما ارسل لي الابن زاهر علي يوسف مقطعا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجيب فيه علي سؤال المواطن المصري الاسكندراني عصام شعبان حسن محمد الذي سأله في برنامج “اسأل الرئيس” عن اللاجئين الذين ملأوا مصر، وضايقوا المواطنين، وصاروا يعملون ويتكسبون ويستفيدون ولا تستفيد مصر منهم شيئا، لم افكر ولم اجتهد لمعرفة ان كان هذا القول قديما او حديثا، رغم أن دلائل كثيرة تشير إلى أنه قول حديث، المهم عندي ان كل عناصر الحديث موجودة، مصر اخت بلادي الشقيقة، والرئيس السيسي محبط أكبر مؤامرة علي مصر والسودان، والوطن العربي كله، وشعب مصر العملاق، والسودان بلدي المنكوب نسأل الله له الخلاص والعبور.
وللذين لم يسمعوا حديث الرئيس العظيم، فإنه قال للمواطن المشفق علي مصر وأهل مصر من وجود اللاجئين، وهو يعني السودانيين، قال له الرئيس السيسي “مصر الدولة الوحيدة في العالم التي ليس فيها معسكرات لاجئين، والارمان عندما تعرضوا للاصهاد في بلدهم هاجروا الي مصر، وعاشوا فيها بين أهلها، ولا تمييز في مصر بين اللاجئين والمواطنين يعيشون بيننا، ويستفيدون من كل الخدمات، وما يجراش حاجة يستفيدوا من الدعم المقدم من الدولة للمواطنين، والحمد لله انهم بيعملوا ويكسبوا، ومش قاعدين عالة.. لا لا يا عصام ما ينفعش، فما دام الزمن جار عليهم، فمصر بلدهم، وربنا يسلم بلدهم.”
ونقول ربنا يسلم مصر بلدنا ويسلم بلدنا السودان وينهض الشقيقان متعاضدان متماسكان سندا وعضدا لشعبهما، ولامتنا العربية والإسلامية، ولقارتنا الأفريقية.
ولاخواننا السودانيين الذين يفزعون من أحاديث بعض المصريين في الميديا التي يتوعدون فيها السودانيين، ويرهبونهم بما صدر من قوانين، نقول لهم ان السودانيين في مصر فوق كل قانون، وما قال به الرئيس السيسي هو الحاكم، وهو الأصل، وهو نبض كل مواطن مصري، وهو نبض مصر كلها، بحجرها وشجرها، فنحن نعيش في مصر بين أهلنا وشعبنا، وكان الرئيس السيسي قد ذكر في حديث سابق يقصد به السودانيين قال إنهم مواطنون وليسوا لاجئين، وهذا هو احساسنا.
ورغم تقديري واحترامي لكل قوانين ولوائح مصر. واي دولة نعيش فيها، فبالنسبة لمصر فضلا عن وضع السودانيين فيها خاص ومميز ومتميز، ولا يشاركنا فيه احد من اهل الدنيا كلها، فإن بلدنا السودان يعيش وضعا استثنائيا، مأساويا، وهو الذي فرض علي ٩٠% من المواطنين الهجرة إلى مصر بلدهم الثاني، ولبعضهم البلد الأول، ولن أقول مثلما قال حكماء المصريين أمثال السيد أحمد أبو الغيط الذي قال في حديث مشهور ان للسودان دين علي مصر، واشار إلى مواقف السودان حكومة وشعبا في حربي يونيو ١٩٦٧م واكتوبر ١٩٧٣م، وذكر استضافة السودان للكلية الحربية المصرية في جبل أولياء واستقبال الطائرات الحربية المصرية المقاتلة في قاعدة وادي سيدنا الجوية، فلن أقول مثلما قال السيد أبو الغيط، فليس بين الأشقاء دائن ومدين، فنحن شعب واحد وبلد واحد، ويعجبني في هذا المقام حديث للرئيس السيسي وصف فيه السودان ومصر مثل شجرتين متجاورتين في بستان واحد، فإذا مالت احداهما تسند علي أختها ولا تسقط علي الأرض، وهكذا شان السودان ومصر، من يميل منهما يسند علي شقيقه ولا يسقط علي الأرض، فإذا لم تسند الشعب السوداني في محنته هذه علي مصر، فعلي من يسند ويستند من بعد الله تعالى . .
ولم يكن مناسبا ان يكون يوم الثلاثين من شهر يونيو الذي يصادف يوم ذكري ثورة مصر المجيدة، التي تجلت فيها حكمة وقوة ومتانة وتماسك مصر شعبا وجيشا، حيث استطاعوا وبقيادة الرئيس الزعيم عبد الفتاح السيسي عبور جسر أكبر تحدي في تاريخ مصر، وافشلوا مخطط ما سمي بالربيع العربي الذي كان يستهدف ضرب استقرار المنطقة، وفي مقدمتها مصر قلب الأمة النابض. وكنا في السودان الكاسب الأعظم من نجاح مصر في افشال مخطط الربيع العربي في وادي النيل، فلا يعقل ان تكون يوم ذكري الثورة العظيمة هو يوم فزاعة وفظاعة للسودانيين في مصر.
ثم ان الكارثة التي احلت بالسودان وجعلت شعبه يهرب إلى اشقائه في مصر، لا زالت قائمة، بل ازدادت آثارها السالبة علي الجميع، حيث أن متمردي المليشا بعد أن فقدوا الأمل في إسقاط الحكومة واستلام البلد، وجهوا حربهم ضد المواطن السوداني نهبا وقتلا وتشريدا واغتصابا، فهل في مثل هذا تدفع مصر باشقائها إلى الهلاك بالعودة الى بلدهم الذي لا يزال مشتعلا.
وفضلا عن كلام الرئيس الزعيم عبد الفتاح السيسي الذي يعتبر مرجعا لنا جميعا. ولا يجوز الحياد عنه. فمن محاسن الصدف ان جميع الأخوة المصرين الممسكين بملف السودان في كل الأجهزة المعنية، لا تربطهم بملفات السودان الوظيفة فقط. ولكنهم أهل محبة وود صادق للسودان وأهل السودان، ففي السودان معالي السفير العظيم المتجلي الصديق العزيز السفير هاني صلاح رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في السودان، واللواء الخبير الثاقب المستشار تامر منير القنصل العام، وفي الخارجية المصرية معالي السفير الحبيب الغالي حسام عيسى مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان وجنوب السودان، وساعده الأيمن المستشارة رضوي، وفي جهاز المخابرات سعادة اللواء معتز مصطفي كامل الوكيل الحكيم، وسعادة العميد النافذ السيد أحمد عدلي، وفي الأمن الوطني المعتق اللواء هشام محفوظ، والشاب الثاقب النابه المقدم محمد مفتاح، وفي المجلس المصري للشؤون الخارجية معالي الوزير السفير محمد العرابي رئيس المجلس، ونائبه المتجذر في المجتمع السوداني السفير صلاح حليمة، فمع هؤلاء اقول مطمئنا، وفي بطني شادر بطيخ صيفي، اقول بالفم المليان “السودان والسودانيون في مصر في أيد أمينة” ولا ننسى ان خلف هؤلاء جيش جرار من الإعلاميين وابصحفيين المحبين. ونقول في الختام مرة ثانية ذات ما قال الرئيس السيسي “مصر بلدنا .. وربنا يسلم السودان بلدنا”