المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر يؤكد التزامه بالعمل التطوعي و يرحب بالنقد البناء

259

 

المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر يؤكد التزامه بالعمل التطوعي و يرحب بالنقد البناء

القاهرة: اخبار وادي النيل
السبت، 21 يونيو 2025

في خضم التحديات الراهنة وشح الإمكانيات، جدد المجلس الأعلى للجالية السودانية في مصر التزامه الراسخ بخدمة أبناء الجالية، مؤكدًا على أهمية تضافر الجهود ونبذ الخلافات لتحقيق الصالح العام. جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس، شدد فيه على حقه في الدفاع عن أعضائه الذين يعملون بإخلاص وتفانٍ في خدمة الجالية بصفة تطوعية.

وأعرب المجلس عن أسفه لما وصفه بـ “الهجوم غير المبرر” والانتقادات التي تفتقر إلى الدقة، والتي تستهدف جهود رجال ونساء نذروا أنفسهم لخدمة الجالية دون مقابل. وأكد البيان أن المجلس يعمل بروح تطوعية خالصة، ويبذل قصارى جهده رغم قلة الموارد وكثرة التحديات التي يواجهها أبناء الجالية.

شدد المجلس على أن أبوابه مفتوحة دائمًا لكل من لديه مقترح أو نقد بناء، مؤكدًا أن الهدف الأسمى للجميع هو صون كرامة وحقوق الجالية السودانية في مصر وتقديم أفضل الخدمات لها. ودعا المجلس إلى العمل المشترك وتوحيد الصفوف، مشيرًا إلى أن “كل يد تمتد للبناء، سنمد لها يد الشراكة، وكل كلمة طيبة نعتبرها وقودًا للاستمرار”.

كما رفض المجلس الأعلى للجالية السودانية تحويل العمل العام إلى ساحات للخصومة الشخصية أو المزايدات الإعلامية التي لا تخدم قضايا الجالية ولا تعكس صورتها الحقيقية.

واختتم البيان بتوجيه الشكر والتقدير لـ “كنداكة جمعية المرأة” على جهودها المخلصة، مؤكدًا على ترحيبه بالنقد المسؤول ومد يد التعاون لكل من يسعى للعمل من أجل الناس لا على حسابهم.

يعمل المجلس الأعلى للجالية السودانية في مصر ككيان تطوعي يسعى لخدمة ورعاية مصالح الجالية السودانية الكبيرة في مصر. تشمل أنشطتهم عدة جوانب رئيسية:

الدعم الاجتماعي والإنساني:
تقديم المساعدات: يسعى المجلس إلى تقديم المساعدات الممكنة لأبناء الجالية، خاصة الوافدين حديثًا بسبب الأوضاع في السودان.

توفير ملتقيات للجالية: تُعد “دار السودان بالقاهرة” أحد أبرز معاقل الجالية السودانية، حيث تستضيف فعاليات اجتماعية وثقافية، وتجمعات في المناسبات المختلفة، وحتى حفلات الزفاف والمآتم، لتعزيز الترابط بين أبناء الجالية.

المبادرات المجتمعية: يتعاون المجلس مع مبادرات شعبية ومنظمات مجتمع مدني لتقديم الدعم واستضافة السودانيين، وتعويض شعورهم بالغربة من خلال التجمعات والمساعدات المتبادلة.

التمثيل والتنسيق:
التواصل مع الجهات الرسمية: يمثل المجلس الجالية السودانية أمام السلطات المصرية والسفارة السودانية، لنقل قضاياهم ومطالبهم، ومحاولة تذليل العقبات التي تواجههم.

التنسيق مع المنظمات الدولية: يسعى المجلس للتواصل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الدولية لضمان حصول أبناء الجالية على الدعم والحماية اللازمين.

الحفاظ على التراث والثقافة:
الفعاليات الثقافية: تساهم بعض الأماكن مثل “دار السودان” في الحفاظ على التراث السوداني من خلال غرف مخصصة تعرض الملابس السودانية التقليدية، والأدوات المصنوعة يدويًا، والعطور السودانية.

الاجتماع بمسؤولين ثقافيين: هناك جهود لترميم وحماية الوثائق والتراث السوداني الذي تأثر جراء الحرب في السودان.

تواجه الجالية السودانية في مصر، لا سيما بعد تصاعد الأزمة في السودان، تحديات كبيرة تؤثر على استقرارهم وسبل عيشهم:

الأعداد الكبيرة والاحتياجات المتزايدة: ارتفعت أعداد السودانيين في مصر بشكل كبير، حيث تشير تقديرات المجلس الأعلى للجالية إلى وصولها إلى 4 ملايين شخص، وهو ما يتجاوز بكثير إحصاءات الأمم المتحدة، مما يضع ضغطًا هائلًا على الخدمات والموارد المتاحة.

شح الإمكانيات ونقص الدعم: يعاني المجلس الأعلى للجالية والكيانات السودانية الأخرى من شح الإمكانيات المالية وقلة الدعم، مما يعيق قدرتهم على تلبية جميع احتياجات أبناء الجالية المتزايدة.

صعوبة تقنين الأوضاع القانونية: يواجه العديد من السودانيين صعوبة في تقنين أوضاعهم القانونية والحصول على تصاريح الإقامة والعمل، مما يعرضهم لمخاطر الاعتقال والترحيل، ويحرمهم من حقوقهم الأساسية. وقد فُرضت رسوم باهظة (مثل 1000 دولار) لتسوية الأوضاع، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على الفارين من الحرب.

فرص العمل المحدودة: يعاني الكثير من السودانيين من صعوبة في إيجاد فرص عمل مناسبة وكريمة، مما يدفع البعض إلى العمل بأجور زهيدة أو اللجوء إلى أنشطة غير قانونية، أو حتى محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

التعليم والصحة: يواجه الأطفال السودانيون تحديات في الالتحاق بالمدارس بسبب الرسوم المرتفعة، وغياب الأوراق الثبوتية، وصعوبة الاعتراف بالشهادات. كما أن الدعم المالي والمساعدات المقدمة للاجئين غير كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية.

مشاكل السكن وارتفاع الإيجارات: يشهد سوق العقارات ارتفاعًا كبيرًا في الإيجارات، مما يجعل من الصعب على الكثيرين إيجاد سكن مناسب وبأسعار معقولة. وقد يعاني الأطفال من مشاكل نفسية بسبب ضيق السكن وقضاء أوقات طويلة في الأماكن المغلقة.

التحديات الاجتماعية: يواجه البعض صعوبات في الاندماج الاجتماعي، وقد يعانون من التمييز أو عدم التقبل في بعض الأحيان، رغم الروابط الثقافية واللغوية المشتركة.

الخلافات الداخلية: كما ذكر البيان الصادر عن المجلس، فإن وجود هجوم غير مبرر أو انتقادات لا تستند إلى وقائع، بالإضافة إلى تحويل العمل العام إلى خصومات شخصية، يمثل تحديًا داخليًا يعيق جهود العمل المشترك.

Leave A Reply

Your email address will not be published.