مولانا .. دائماً صاحي تأملات جمال عنقرة

31

مولانا .. دائماً صاحي

تأملات
جمال عنقرة

كتبت عنوان هذا المقال اول مرة “مولانا السيد محمد عثمان الميرغني .. دائما” ولكن سرعان ما تراجعت عنه، واخترت هذا العنوان الذي بين اياديكم “مولانا .. دائما صاحي” ولم أفعل ذلك لطول العنوان الأول فقط، ولكن وجدت أن كلمة “مولانا” وحدها تكفي للإشارة إلى الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، فلا “مولانا” غيره في ساحة السياسة السودانية، فعندما كان يذكر “الإمام” فقطعا يقصد الراحل المقيم الشهيد الإمام الصادق المهدي، وعندما يقال “الشيخ” فهو طيب الذكر الشيخ الدكتورحسن عبد الله الترابي، وعندما يقال “الأستاذ” فهو الأستاذ محمود محمد طه.
وموضوع المقال ووحيه، أنا عندما نشرنا قبل يومين بيانا للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يؤكد فيه وقوفه مع القوات المسلّحة السودانية ومساندته لها وهي تقود معركة الكرامة باسم الشعب السوداني كله دفاعا عن الأرض والعرض والروح والمال، كتب صديقنا الخبير الرياضي المعروف الدكتور حسن الركابي تعليقا مختصرا قال فيه، “مولانا صاحي” فكتبت تعليقا ردا علي تعليقه، قلت فيه “مولانا دائما صاحي”وقبل أن يعجبني التعليق أعجبني الموقف الذي يتسق مع مواقف مولانا المشهودة فرايت أن اكتب هذا المقال شهادة حق وتوثيق.
ولنبدا من العام ١٩٨٨م، عندما بدأت كفة الحركة الشعبية في الترجيح بكفة الجيش كان مولانا في طليعة الداعمين للقوات المسلحة مع الجبهة الإسلامية القومية، ثم اردف ذلك باتفاقه الشهير مع الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور، والذي عرف وقتها باتفاق الميرغني قرنق، ولولا الأيادي الخارجية التي كانت تعبث بالسياسة السودانية لفتح اتفاق الميرغني قرنق صفحة جديدة ناصعة البياض في سفر السياسة السودانية.
ولما لم تجد مبادرة السيد الصادق المهدي في الدعوة للحوار اذنا صاغية عند أهل الإنقاذ في عامهم الأول وكانت لا تزال تأخذهم نشوة الحكم، رفع مولانا شعاره المشهور “سلم تسلم” ولما جنحت الإنقاذ للحوار والسلام كان هو أكثر منها جنوحا، فاصدر نداء القاهرة للوفاق الوطني والسلام وعاد إلى أرض الوطن، وشارك في الحكومة، ولم تثنه المشاركة في الحكومة عن دعوته المبدئية للوفاق، ولم تدفعه أزمات الحكومة المتلاحقة، واحكام الحصار عليها وتضيق الخناق إلى التفكير في الهروب، ومغادرة سفينة الحكم قبل أن تغرق وظل علي موقفه ثابتا، مشاركا في الحكم وداعيا إلى التوافق ووحدة صف القوي الوطنية.
ولما دخلت البلد في فتنة عظيمة بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨م، لم يفقد مولانا توازنه، ولما تمايزت الصفوف، لم يتردد مولانا في نصرة الموقف الوطني، وداس في درب الوطن علي كل شئ، حتى فلذة كبده العزيز.
اما بيان حزبه الأخير المناصر للقوات المسلحة، ليست قوته في عباراته التي انطلقت مثل الرصاص، ولكن قوته الأعظم في توقيته، حيث انه صدر والناس قد حشدوا احزابهم وحركاتهم، ومناصريهم المعادين للقوات المسلحة السودانية والمتربصين بها، فجاء بيان حزب مولانا الإتحادي الديمقراطي الأصل المؤيد للقوات المسـلحة ولسان حاله يقول “الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ……”
والذين لم يطلعوا علي بيان حزب مولانا
أصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بيانا مهما وأعلن دعم الحكومة أدناه نص البيان:
في ظل الأزمة الإنسانية المتصاعدة التي تعصف بالسودان، يعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل موقفه الثابت والداعم للحكومة الشرعية في مواجهة هذا التحدي غير المسبوق.

أدان الحزب بشدة الهجوم الذي تشنه قوات الدعم السريع على مدينة سنجة وما حولها، مؤكداً أن هذا العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ويهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي تلقي بظلالها على البلاد.

وفقاً لآخر تقارير الأمم المتحدة، فإن هذا الصراع قد أسفر عن:

– نزوح أكثر من 3.1 مليون شخص داخلياً، مع لجوء ما يقرب من مليون آخرين إلى الدول المجاورة.

– مقتل ما لا يقل عن عشرات الآلاف.

– حرمان أكثر من 12 مليون طفل من حقهم في التعليم، مع إغلاق أو تدمير آلاف المدارس.

– تهديد ما يقدر بنحو 20.3 مليون شخص (حوالي 42% من السكان) بانعدام الأمن الغذائي الحاد، مع خطر المجاعة الوشيك في بعض المناطق.

إن ولايتي الجزيرة وسنار، إلى جانب المدن الأخرى المستباحة، تمثل المعقل التاريخي والروحي لحزبنا والطرق الصوفية. هذه الاعتداءات لا تستهدف فقط البنية التحتية، بل تطال أيضاً الإرث الثقافي والروحي للسودان. ونؤكد أن هذه التجاوزات التي مست الحزب في عصبه الحي لن تمر مرور الكرام، وأن دائرة السوء ستكون حتماً على الظالمين.

في إطار جهودنا لمواجهة هذه الأزمة، يعلن الحزب عن تشكيل لجان إنقاذ وعمل طوعي إنساني للعناية بالمواطنين المتضررين. ونهيب بالجميع دعم هذا الجهد الإنساني وبذل المال لتوفير الدعم النفسي للمتضررين، خاصة النساء والأطفال.

كما نطالب دول الجوار والدول العربية والجامعة العربية بعقد قمة طارئة لبحث تداعيات الاعتداء الآثم على سنجة، مؤكدين أن التطبيع مع هذه الانتهاكات يقوض الإيمان بالعدالة والحقوق والانتماء لمنظومة القيم الإنسانية المعاصرة.

يؤكد الحزب دعمه الكامل للحكومة الشرعية وقواتها المسلحة في جهودها لاستعادة الأمن والاستقرار. كما ندعو المجتمع الدولي إلى:

1. التدخل العاجل لوقف إراقة الدماء وحماية المدنيين.

2. فرض عقوبات دولية على منتهكي حقوق الإنسان وتقديمهم للعدالة.

3. زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة لمواجهة خطر المجاعة الوشيك.

4. دعم جهود إعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى ديارهم.

إن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يجدد التزامه بالعمل من أجل سودان ديمقراطي موحد، يحترم التعددية ويضمن الحريات الأساسية لجميع مواطنيه. وسنواصل جهودنا الدؤوبة حتى تحقيق هذا الهدف النبيل، مهما كانت التحديات والصعاب.

حفظ الله السودان وشعبه العظيم
والنصر لقوات شعبنا الباسلة .

Leave A Reply

Your email address will not be published.