لـواء ركن ( م) د. يونس محمود محمد يكتب: وفاء وتبجيل
بسم الله الرحمن الرحيم
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤م
*وفاء وتبجيل*
لـواء ركن ( م) د. يونس محمود محمد :
إلى معلمي بلادي الأعزاء المخلصين، إلى مشاعل النور، ومآذن المجد والفلاح، إلى محاضن الدفىء المعرفي، وأحراز السلامة من عوادي الجهل والجاهلية، أصحاب الفضل والشراكة مع الأسر في صناعة الحياة للأجيال، ونيل المعالي وتحقيق الأمنيات، وإقامة عمد الدولة وقواعد الملك، أصحاب الهداية والدلالة لله رب العالمين، وصراطه المستقيم، ومعرفة الحق، وتمييز السلوك، وأوكسجين العقول.
التحية لكم جميعاً، بتعاقب أجيالكم،ووفود خدمتكم، فلولا توفيق الله ثم أنتم لما كان كاتب ولا كتاب، ولما أدرك أحد كنه الحياة، وحقائق العلم، وثمرات التعلم، هديتم الصبيان الغر والصبيات منذ نعومة الأظفار إلى درب النجاة وطريق السلامة، تلقفتهم أيديكم المضمخة بأثر الطباشير، وألسنتكم الصادحة بالكلمة، وضمائركم العامرة بالرغبة في ريادة طلابكم مصاف الرفعة، وعالي الدرجات.
نعم ظل المعلم السوداني، مرابطاً في ميادين التنوير عبر الأجيال، لا تخذلة الظروف الإقتصادية، وضآلة الراتب، وإنقطاعة لأشهر متواليات، يزف طلابه إلى الشهادة السودانية كما يزف الفرسان إلى سوح القتال ، مسلحين بالمعرفة والدربة والحفظ والدراية .
وعندما تذكر الشهادة السودانية، تحضر الهيبة، وتتجلى القيمة العلمية المؤهلة للدخول للمستوى الجامعي، حيث أخذت الشهادة السودانية سمعتها العالمية من خلال المعدلات القصوى في التصميم والإجراءات، والمقررات، والإنضباط التام في التحضيرات الإدارية والفنية للإحصاء والترقيم، والتوقيات، والسلامة والتأمين، و ( *الكنترول* ) ، والتصحيح والمراجعات، وجمع الدرجات، والإعلان النهائي، ومن ثم تصنيف الكليات الجامعية والدرجات المطلوبة للدخول لأي كلية ومساق، وهذه مرحلة إستكمال مما يلي التعليم العالي، ونقطة إلتقاء في المهام والتكاليف، ونقطة إفتراق للطلاب من مرحلة إلى أخرى.
سقنا هذا الحديث، وأعلنا هذا البث، أولاً وفاء لمعلمينا وكل معلم في كل مرحلة وفي أي مستوى، ثانياً لهذه الملحمة الباذخة، وهذه الإرادة البالغة لتنعقد الإمتحانات في ظروف الحرب هذه، الحرب التي دبرتها ( *الإمارات* ) وعملائها بالداخل ( *القحاطة والدعامة* ) ومن حولهم آخرون كانوا بالمرصاد لهذا البلد الأبيّ السخي الجميل، غضوا الطرف عن كل التجاوزات والإعتداءات، بغرض إتاحة الفرصة للجنجويد والقحاطة ليحمكوا السودان.
إجتهدت وزارة التعليم في إنجاز هذا التحدي، ومعها كل أجهزة الدولة لتمهد لها إنفاذ الأمر وعقد الإمتحانات وفق البرنامج المعد لذلك.
القحاطة الذين إستهدفوا التعليم أول ما استهدفوا، بتغيير المناهج، وإلغاء مواد التربية الإسلامية، وأدخلوا كفارنيات المرتد الهالك ( *محمود محمد طه* ) واخيلة المرتد المخبول ( *القراي* ) ، وخزعبلات كارثة ديسمبر ثورة المساطيل والمغيبين.
أما الجنجويد فهم نماذج الجهل والأمية في أسوأ صورها، ولذلك منعوا الطلاب في المناطق التي يسيطرون عليها منعوهم حقهم في إجراء الإمتحان، حسداً من عند أنفسهم ، لأنهم أميون وجهلة وقتلة ومجرمون، لا يعرفون قيمة للعلم ولا يأبهون للمتعلمين، ولا يحترمون عالماً، هكذا هم،
ولكن برغم كل شيء إنعقد الامتحان، وجلس الطلاب لليوم الأول داخل السودان وخارجه، تصحبهم دعوات أهل السودان بالتوفيق والحفظ من عدوان الجنجويد المجرمين الذين يتربصون بهم نكاية فيهم.
جدير في مثل هذه المناسبة أن يذكر أهل السودان بالفضل والدعاء والثناء على رمز العلم ومهنة التعليم الأستاذ الفذ ، الماهر الموهوب، النقي ولا نزكي على الله احداً، الأستاذ ( *محمود سر الختم الحوري* ) الرجل الذي بذل نفسه في أنبل مجال، وحقق فيه غايات وطنه، وخدم طلابه بأفضل ما تكون المهنية والإحتراف، والذي شاء الله أن يتوفاه قبيل أشهر الى رحمته، تاركاً وراءه إرثاً من القيم والعطاء.
رحمة الله على الاستاذ الحوري .
وتتجدد التحيات للمعلمين، ونختم كما قال الشاعر أحمد شوقي:
*قم للمعلم وفه التبجيلا*
*كاد المعلم أن يكون رسولا*