فدوى الخزرجي تكتب …. إنتباهة في خضم المعركة
إنتباهة في خضم المعركة …
___________
لم يكن يعتقد السودانيون يوما” وهم دار الأمن والأمان وأهل الإيواء والضيافة والكرم ونصرة الملهوف والمحتاج ، أن يضيق بهم حال بلدهم درجة أن يكونوا نازحين وآخرين لاجئين إلى بعض البلدان .. غير أن إيمانهم القوي المتصل بصفاتهم السمحة جعل تسليمهم بهذا الحال ملحمة” أخرى وجانبا” آخر من ملامح معركة الكرامة والعز التي يقودونها ويرجون النصر في نهايتها إستردادا” وتثبيتا” للحق .
مصر الشقيقة إحدى محطات وخيارات السودانيين في هذا التوقيت الحرج من عمر السودان والسودانيبن ، وإن كانت مصر ومنذ الأزل هي قبلة السودانيين كما هو حال السودان بالنسبة لمصر والمصريين إلا أن فترة الحرب استقبلت فبها مصر أعدادا” كبيرة من السودانيين كما هو معلوم ، وهذا يوضح حجم العلاقة وكنه حقيقتها القوية بين البلدين وشعبيهما..
هذا التواجد الكبير للسودانيين جعل من دور السفارة السودانية بالقاهرة دورا” متعاظما” وكبيرا” يستوجب جهدا” جبارا” ودقيقا” وعملا” متواصلا” ومتقنا” ، ليفي حجم المطلوبات ويحقق قدر الاحتياجات ، ويقودنا لوصفه على الأقل بالجيد أملا” في مثالية في الأداء مستقبلا” ، وهذا ما جعلنا نكتب .. بغية مزيد من التجويد ، وإهداء” للعيوب ، رجاء” في تجاوز القصور ، واعترافا” كذلك بالمجهودات النوعية المبذولة .
سعادة السفير / عماد الدين مصطفى عدوي
جاء في ظروف إستثنائية وكان خلفا” لسلف يشكر ، بدأ مشواره في خضم موج متلاطم وأجواء تحتاج لربان ماهر يمتاز بقوة وحكمة وسرعة في الأداء مع إتقان لا يحتمل أي هنّات دعك من أخطاء ..!!
لذلك نعلم مقتضى أن يعمل فريق سفارتنا بالقاهرة في ظل هذه الظروف والتحديات ، وهي بالتأكيد ليست منفصلة عن ما يواجه البلاد عموما” ، بل ما يحدث هناك ينعكس على واقع أداء السفارة في القاهرة ، لاسيما قدرة السفارة على توطيد العلاقات ذات الصلة والتي تؤثر في حجم الخدمات المقدمة بشكل مباشر ..!!
السفير وهو يرتب مايجب ترتيبه يلحظ القادم للسفارة حجم الخدمات التي تقدم من خلال ملحقياتها ومكاتبها ، ويدرك حجم التحدي الواقع عليها ..ويستدرك ضرورة التواصل الإيجابي بين القاصد لأسوار السفارة وبين العاملين فيها إبداء” للنصح والملاحظات ، والتنبيه للقصور ، وبين الشكر على مايجب شكره تجاه السفارة والعاملين فيها .
خلية نحل يضمها هذا المبنى المحدود في مساحته ، والذي لايتسع لمكاتب الملحقيات النشطة تلك ، ولا للأعداد الكبيرة لجمهور السودانيين المقيمين في القاهرة ومحافظات مصر الأخرى .
برغم ذلك تجتهد تلك الملحقيات والمكاتب في تقديم خدماتها .
ونحن إذا نعدد مجهودات تلك الملحقيات تلفت إنتباهك تجمهرات على باب مكتب المستشارية الطبية بالسفارة وهو من المكاتب المهم تناول أدائها ومعرفة جهدها المبذول ..!!
خصوصية هذه المستشارية تجدها مزدوجة ، فالمستشارية بين إدارتها لتخصصها المتصل بالشأن الطبي وبين مايحمله طاقمها من هم يقاسمون فيه الكثير قلة حيلتهم وعظم حاجتهم في عدم قدرتهم على العلاج والتطبييب في ظل الظروف المعايشة ..!!
ونحن نطرق باب إلمستشارية تلك يلتقينا د.خضر فيصل أبوبكر المستشار الطبي بالسفارة وقد بان همه الذي يؤرق مضجعه وهذا ما شهد له به كثير من القاصدين لمكتبه من أن المستشارية اجتهدت وقدمت .. بل وتستمر في ذلك لتتعدى إلى محافظات أخرى مثل أسوان التي كان لها حظ تقديم خدمات طبية متميزة وسهلة للسودانيين هناك ..!!
المستشارية ترى أن المشوار طويل ..والحاجة متعاظمة ..والسعي نحو الحلول لم يتوقف ، منها تلك الحلول التي تستوجب حراكا” وجهدا” مضاعفا” يتطلب تفكيرا” نوعيا” خارج صندوق المعتاد بتوازن يضمن نتائج أفضل . مثال ذلك العهد الموعود بإدخال السودانيين هنالك تحت مظلة تأمين صحي يضمن لهم تلقي خدمات علاجية جيدة في مصر ..
المستشارية كذلك لم تترك المواطن السوداني حائر متخبط في رحلة بحثه عن العلاج بل فتحت له نافذة توصله مباشرة بالمستشارية ، تبدأ معه من فكرة التشاور حول إختيار الطبيب الأنسب ومكان الأستشفاء الأفضل بل حتى تساعده في الإجراءات المتصلة بالاستشفاء في المستشفيات المصرية ..
نماذج هذه الجهود والنجاحات من ملحقياتنا بسفارتنا بمصر يبشر ويمنح الأمل بمزيد من التجويد وتحسين الأداء واتقانه .
سعادة الأخ السفير دعني أنقل لك صوت السودانيين ..هنا وماذا يرجون …!!!
_ السودانيون الأخ السفير يأملون في عودة” للبلاد كريمة إن كانت أثناء المعركة أو بعد النصر ،
_ هم يأملون هنا في مبنى” بحجم سودانهم إتساعا” ..
_ ويرجون خدمة” تقدم إليهم بقدر عطائهم وسخائهم لغيرهم ، ويرجون تقديرا” لظروفهم المادية بوزن عزتهم وكريم حيائهم ..
_ ثم مع مطالبهم سعادة السفير ألفت انتباهك إلى أن كل السودانيين في مصر على استعداد تام للتعاون معك ومع سفارتك ومع كل ملحقياتك ( تطوعا” ) وليس غريبا” أن أسمع هذا القول مرارا” وتكرارا” من الجميع ..خبرات متواجدة في كل المجالات ، شباب وشابات حبا” منهم جميعا” للوطن ورجاء” منهم في المشاركة في معركة الوطن داخله وخارجه وتقديرا” دقيقا” منهم وتفهما” لحجم مايقع على السفارة من أعباء وجب على السفارة القيام بها . فاصنع منهم فريقا” بعدد تواجدهم في مصر واصنع لهم منبرا” حرا” يصلك بهم ويصلهم بك وحرك آلة الإعلام وصلا” ورقابة” وعونا” ، وافتح لهم عقلك وقلبك قبل بابك وادعم وطنك بهم ومعهم .
أعاد الله للوطن أمنه وأمانه ونصر جيشه وأعز أهله ووفق الجميع للقيام بدورهم على نحو متقن يوجب الشكر والتقدير .
الخزرجي ..🌴