صحيفة (صوت الشمالية) العدد 233 العدد الصادر يوم الاثنين 16 ديسمبر 2024
مستخدما تطبيق Google drive
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
دعم عربي لإعادة إحياء السياحة السودانية.. خطوة نحو المستقبل
يشكل قرار المجلس الوزاري العربي للسياحة بدعم إعادة تأهيل قطاع السياحة في السودان خطوة بالغة الأهمية في سياق الأحداث التي يشهدها السودان. هذا القرار ليس مجرد تعبير عن التضامن العربي، بل هو استثمار في مستقبل السودان، وإيمان بقدرته على تجاوز محنته والعودة إلى سابق عهده كوجهة سياحية عالمية.
السياحة السودانية تمتلك إمكانات هائلة، فهي تزخر بتراث عريق وحضارة عريقة، وتتميز بتنوع بيئي فريد، يمتد من الصحراء الشاسعة إلى السافانا الخضراء، مروراً بالنيل العظيم. هذه الموارد السياحية كانت ولا تزال محط أنظار العالم، وكانت تساهم بشكل كبير في الاقتصاد السوداني.
تعرض قطاع السياحة السوداني لضربات موجعة نتيجة للصراعات والأحداث التي شهدتها البلاد. تدمير البنية التحتية السياحية، وتخريب المواقع الأثرية، وتدهور الأمن والاستقرار، كلها عوامل أثرت سلباً على هذا القطاع الحيوي.
قرار المجلس الوزاري العربي للسياحة يأتي في إطار الجهود العربية الرامية إلى دعم السودان في تجاوز هذه الأزمة. إن هذا الدعم ليس مقتصراً على الجانب المادي، بل يشمل أيضاً الجانب الفني والتدريبي، وهو ما يساهم في بناء قدرات الكوادر السودانية العاملة في هذا القطاع.
مع هذا الدعم العربي، يمكن للسياحة السودانية أن تشهد نهضة جديدة. فإعادة تأهيل البنية التحتية السياحية، وحماية المواقع الأثرية، والترويج للسودان كوجهة سياحية آمنة، كلها عوامل ستساهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
إن قرار دعم إعادة تأهيل قطاع السياحة في السودان هو قرار استراتيجي، يعكس إيماناً بقدرة السودان على النهوض من جديد. هذا القرار يفتح آفاقاً جديدة للتعاون العربي، ويؤكد على أهمية التضامن بين الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة.
مع ضرورة توفير الدعم المالي والفني اللازم لتنفيذ خطط إعادة تأهيل البنية التحتية السياحية في السودان، وتكثيف الجهود لحماية المواقع الأثرية والتراثية السودانية، والترويج للسودان كوجهة سياحية آمنة ومستقرة، وبناء قدرات الكوادر السودانية العاملة في قطاع السياحة، وتعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص في مجال السياحة.
ختاماً، يمكن القول إن دعم إعادة تأهيل قطاع السياحة في السودان هو استثمار في مستقبل المنطقة بأسرها، فالسودان بلد عريق، وتاريخه وحضارته هما جزء لا يتجزأ من الحضارة العربية والإسلامية.
