صحيفة القوات المسلحة عدد يوم الخميس 19 ديسمبر 2024

للاستماع إلى تحليل الصحيفة، اضغط هنا …..!!
لتصفح صحيفة القوات المسلحة عدد يوم الخميس 19 ديسمبر 2024، مستخدما تطبيق Google drive، أضغط هنا …….. !!

شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com

وحدة الصف في خدمة المغترب السوداني

يشكل السودانيون بالخارج ثروة وطنية لا تُقدر بثمن، وقد أثبتوا مرارًا وتكرارًا ولاءهم وانتماءهم لبلدهم، خاصة خلال الأزمات والمحن التي يمر بها السودان. وقد تجلى هذا الوفاء بشكل جلي خلال حرب الكرامة الأخيرة، حيث سارع المغتربون بدعم بلدهم مادياً ومعنوياً، مما يؤكد عمق العلاقة بينهم وبين وطنهم الأم.
إن هذا الدور البطولي الذي لعبه المغتربون يستوجب علينا جميعًا تقديم الشكر والتقدير لهم، والعمل على توفير كافة سبل الدعم والرعاية لهم. وفي هذا السياق، نجد أن وزارة الخارجية وجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج يتشاركان المسؤولية في رعاية شؤون المغتربين وحماية مصالحهم.
إن التنسيق المشترك والمستمر بين الوزارة والجهاز على مستوى القنصليات والسفارات والجاليات، يمثل خطوة مهمة في سبيل تحقيق هذا الهدف. فمن خلال هذه الآلية، يمكن للجان التنسيقية المشتركة أن تعمل على حصر ومعالجة القضايا التي تواجه المغتربين، ووضع الحلول المناسبة لها.
كما أن المبادرات التي أطلقها السودانيون بالخارج لدعم بلدهم تستحق الإشادة والتقدير، وهي تدل على وعيهم بأهمية دورهم في بناء السودان الجديد. ومن هنا، فإن التخطيط الجيد للاستفادة القصوى من هذه المبادرات يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.
إن ما يثلج الصدر هو الإجماع على أهمية تكريم المغتربين وتقدير دورهم، وذلك من خلال تبني قضاياهم ومعالجة المشكلات التي يواجهونها. وهذا يعني أن هناك إرادة سياسية جادة لخدمة المغتربين وحماية حقوقهم.
لتطوير العمل المشترك بين الوزارة والجهاز يتطلب تفعيل دور القنصليات والسفارات التي يجب عليهم أن تلعب دورًا أكثر فعالية في حماية حقوق المغتربين وتقديم الخدمات لهم ويجب تطوير آليات التواصل بين الوزارة والجهاز والجاليات السودانية بالخارج، وذلك من خلال إنشاء منصات إلكترونية وتنظيم لقاءات دورية، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمشاريع التي يطلقها المغتربون لدعم بلدهم، وحماية حقوق المغتربين في الدول التي يقيمون فيها، والعمل على حل أي مشكلات قانونية أو إدارية يواجهونها.
إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تضافر جهود الجميع، سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى المجتمع المدني والجاليات السودانية بالخارج. فالمغتربون هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوداني، وهم يستحقون كل الدعم والرعاية.
ختامًا، إن وحدة الصف بين وزارة الخارجية وجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج، وتضافر جهودهم مع الجاليات السودانية بالخارج، يمثلون الضمانة الحقيقية لحماية مصالح المغتربين وتعزيز دورهم في بناء السودان الجديد.
واقترح تأسيس مكتب لجهاز المغتربين بالقاهرة نسبة للحراك الشديد للجالية السودانية بمصر وأن يكون موظفيه من منسوبي الجهاز المتواجدين بمصر والاستعانة بمن يرونه.