صحيفة القوات المسلحة العدد الصادر يوم الاحد 29 ديسمبر 2024
مستخدما تطبيق Google drive
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
امتحانات الشهادة السودانية.. تحدٍ جديد في خضم الأزمات
يعود بنا الزمن إلى لحظة فارقة في تاريخ السودان، حيث يجلس عشرات الآلاف من الطلاب السودانيين لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة، بعد انقطاع دام قرابة العامين. هذه الامتحانات ليست مجرد اختبار أكاديمي، بل هي معركة جديدة تخوضها البلاد في ظل ظروف استثنائية، حيث يواجه الطلاب تحديات جمة تتجاوز حدود الكتب والمقاعد الدراسية.
لقد أظهرت الأرقام أن نحو 30% من الطلاب قد فقدوا فرصتهم في أداء الامتحانات بسبب الحرب الدائرة، وهو ما يمثل خسارة فادحة للموارد البشرية السودانية. هذا يعكس حجم الدمار الذي أحدثته الحرب في حياة الطلاب وأسرهم، وحجم التحديات التي تواجه قطاع التعليم في السودان.
إن قرار إجراء الامتحانات في ظل هذه الظروف الصعبة هو قرار شجاع، ولكنه يحمل في طياته العديد من التساؤلات. هل توفر الظروف الأمنية المناسبة لإجراء الامتحانات في جميع المراكز المحددة؟ هل تم توفير الدعم اللازم للطلاب النازحين واللاجئين؟ وهل تم اتخاذ التدابير الكافية لضمان نزاهة الامتحانات؟
إن إصرار الحكومة على إجراء الامتحانات يعكس إيمانها بأهمية التعليم ودوره في بناء المستقبل، ولكن يجب أن يكون هذا الإصرار مصحوبًا بجهود حثيثة لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للطلاب. كما يجب أن يتم توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب الذين تأثروا بالحرب، لمساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
إن قرار تشاد برفض استضافة الطلاب السودانيين لأداء الامتحانات يثير العديد من الأسئلة حول الدور الذي تلعبه الدول الشقيقة والصديقة في دعم الشعب السوداني. ففي الوقت الذي يحتاج فيه السودان إلى كل أشكال الدعم والتضامن، تظهر بعض الدول ترددًا في تقديم المساعدة.
إن امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة هي بمثابة اختبار حقيقي لشجاعة وإصرار الشعب السوداني. ففي الوقت الذي يواجه فيه العديد من التحديات، يثبت الطلاب السودانيون أنهم قادرون على التغلب على الصعاب وتحقيق أحلامهم.
ختامًا، يجب أن نؤكد أن نجاح هذه الامتحانات لا يقتصر على النتائج الأكاديمية، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ قيم الصمود والتحدي لدى الأجيال الشابة. كما يجب أن يكون حافزًا لبناء مستقبل أفضل للسودان، مستقبل يعتمد على العلم والمعرفة والابتكار.
ونرفع القبعات للسفير عماد الدين عدوي سفير السودان بمصر والمستشارية الثقافية بالسفارة بقيادة دكتور عاصم واللجنة المكلفة بذلك.
ونشير إلى عدم الاهتمام بأخبار واشاعات المغرضين والمتربصين وانصاف الإعلاميين وهم ينشطون في نشر اخبار واعلام سالب عن الامتحانات وكأنهم في صراع مع طلابنا في افشال الامتحانات ومهما كان الثمن.
