صحيفة القوات المسلحة العدد الصادر يوم الخميس 09 يناير 2025
مستخدما تطبيق Google drive
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
عقوبات أمريكية على الدعم السريع.. انعكاسات إقليمية ودولية
شهدت الأزمة السودانية تطورات متسارعة مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على قائد مليشيات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وذلك على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. وقد رحبت الحكومة السودانية بهذه الخطوة، معربة عن أملها في أن تشجع المجتمع الدولي على اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد هذه الميليشيا. سنتناول التداعيات المتوقعة لهذه العقوبات على مسار المفاوضات السياسية في السودان، وعلاقات السودان بالدول الإقليمية، بالإضافة إلى مناقشة الخطوات التي يجب على المجتمع الدولي اتخاذها لدعم جهود السلام في السودان.
من التداعيات المتوقعة للعقوبات تعزيز موقف الحكومة السودانية، فمن المتوقع أن تعزز العقوبات الأمريكية من موقف الحكومة السودانية في المفاوضات مع مليشيات الدعم السريع، حيث ستضع هذه الأخيرة في موقف أضعف على طاولة المفاوضات بجانب عزل مليشيات الدعم السريع دوليًا، فتسعى العقوبات إلى عزل مليشيات الدعم السريع دوليًا، مما قد يحد من قدرتها على الحصول على الدعم المالي والعسكري من الخارج. ولكن قد تتسبب العقوبات في مزيد من التدهور للاقتصاد السوداني، خاصة وأن بعض الشركات المرتبطة بـمليشيات الدعم السريع قد تم إدراجها في قائمة العقوبات. قد تؤثر العقوبات على العلاقات بين السودان والدول الإقليمية التي تربطها علاقات وثيقة بملشيات الدعم السريع ومنها الإمارات وتشاد، ومن المحتمل أن تساهم العقوبات في تعقيد جهود السلام في السودان، حيث قد تدفع مليشيات الدعم السريع إلى التصعيد العسكري.
قد تتأثر العلاقات بين السودان والدول الإقليمية بشكل كبير نتيجة لهذه العقوبات. فالدول التي تدعم مليشيات الدعم السريع قد تشعر بالضغط لتغيير موقفها، بينما قد تسعى الدول الداعمة للحكومة السودانية إلى تعزيز تعاونها معها.
خطوات المجتمع الدولي لدعم السلام في السودان تتمثل في زيادة الضغط الدبلوماسي، فيجب على المجتمع الدولي زيادة الضغط الدبلوماسي على مليشيات الدعم السريع لإجبارها على وقف العنف والعودة إلى طاولة المفاوضات، ويجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني المتضرر من الصراع، كما يجب على المجتمع الدولي دعم المؤسسات المدنية السودانية التي تسعى إلى تحقيق السلام والديمقراطية، والعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في السودان.
من التحديات التي تواجه تنفيذ العقوبات، فقد تسعى مليشيات الدعم السريع إلى التهرب من العقوبات من خلال استخدام شبكات مالية معقدة، وقد تتلقى مليشيات الدعم السريع دعماً من دول إقليمية تسعى إلى تقويض الاستقرار في السودان، وقد تؤدي العقوبات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، مما يزيد من صعوبة تنفيذها.
يجب على المجتمع الدولي العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السودانيين بشكل آمن وغير مشروط. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بالتنسيق مع الجيش السوداني، وتعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية العاملة في السودان، والضغط على مليشيات الدعم السريع للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
يمكن للمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) أن تلعب دوراً هاماً في حل الأزمة السودانية من خلال تقديم الوساطة بين الأطراف المتحاربة، مع بناء الثقة بينهم، ودعم الحوار الوطني الشامل.
فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على قوات الدعم السريع يمثل خطوة مهمة في مسار تحقيق السلام والاستقرار في السودان. ومع ذلك، فإن نجاح هذه العقوبات يتوقف على العديد من العوامل، بما في ذلك التعاون الدولي، والضغط المستمر على الأطراف المتحاربة، ودعم المجتمع الدولي للشعب السوداني.
