صحيفة القوات المسلحة (العدد الخاص) بمناسبة احتفالات الذكرى 69 لاستقلال السودان والصادر يوم الاربعاء الاول من يناير 2025
مستخدما تطبيق Google drive
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
استقلال السودان ومعركة الكرامة في ظل التحديات الراهنة
يأتي الاحتفال بذكرى استقلال السودان ومعركة الكرامة هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد، حيث تتقاطع آمال الشعب السوداني بالسلام ووقف نزيف الحرب والعودة والاستقرار، وتحقيق التنمية وإعادة الإعمار مع تحديات كبيرة، أبرزها الحرب الدائرة والصراعات المسلحة، وانتشار الشائعات والأخبار الزائفة حول الوضع الإنساني.
إن الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية ليس مجرد تذكير بالتاريخ، بل هو فرصة لتجديد العهد بالوطن، والالتزام ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. ورغم كل الصعاب التي تواجه السودان، فإن الروح الوطنية والشعور بالانتماء للوطن لا يزالان حاضرين بقوة في قلوب السودانيين.
في هذه المرحلة الحرجة، يتطلب الأمر تكاتف جميع السودانيين وتوحيد صفوفهم لمواجهة التحديات المشتركة. يجب أن يكون هناك وعي بأهمية الوحدة الوطنية، وأن التفرقة والانقسام لا تخدم إلا أعداء الوطن. كما يجب تكثيف الجهود الإعلامية لنشر الوعي بأهمية التماسك الاجتماعي والتسامح، والعمل على دحض الشائعات والأخبار الزائفة التي تسعى لزعزعة الاستقرار.
الشباب هم عماد المستقبل، ولديهم دور حيوي في بناء مجتمع سلمي ومتسامح. يجب دعم المبادرات الشبابية التي تسعى إلى نشر ثقافة الحوار والتسامح، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء. كما يجب تشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع السوداني، وتوفير منابر للتعبير عن الآراء المختلفة واحترامها.
الأزمة الإنسانية في السودان تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا. يجب على المجتمع الدولي تقديم مزيد من الدعم اللازم للشعب السوداني، وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، والعمل على المساهمة في حل الأزمة السياسية. كما يجب على الحكومة السودانية مزيد من السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتسهيل عمل المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
إن الاحتفال بذكرى استقلال السودان ومعركة الكرامة هو تذكير بأن السودان بلد عريق لديه تاريخ حافل بالنضال والتضحيات. ورغم التحديات التي تواجهه، فإن الشعب السوداني قادر على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وبناء مستقبل مشرق لوطنه. يجب على الجميع العمل معًا من أجل تحقيق هذا الهدف، والالتزام بالقيم الوطنية، والعمل على بناء مجتمع سلمي ومتسامح.
أدعو جميع السودانيين إلى التكاتف والعمل من أجل بناء سودان قوي ومتحد، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار. وأدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.
