شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر مؤتمر الإفتاء الدولي.. نداء عالمي لبناء أخلاقيات المستقبل

شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com

مؤتمر الإفتاء الدولي.. نداء عالمي لبناء أخلاقيات المستقبل

يشهد العالم تحولات متسارعة تؤثر على كافة مناحي الحياة، بما في ذلك القيم الأخلاقية والسلوكيات الفردية والجماعية. في ظل هذا التحدي، يأتي انعقاد المؤتمر الدولي التاسع للإفتاء بالقاهرة كرسالة واضحة حول أهمية التعاون الدولي في بناء مجتمعات أكثر أخلاقية وتسامحاً.
يمثل هذا المؤتمر والذي سيقام في القاهرة يومي 29،30 يوليو الجاري، يمثل منصة فريدة تجمع نخبة من العلماء والمفتين من مختلف دول العالم، لتبادل الخبرات والأفكار حول دور الفتوى في مواجهة التحديات المعاصرة. إن هذا التجمع الفكري يهدف إلى وضع وتطوير رؤية شاملة متكاملة للتعامل مع القضايا الأخلاقية المعاصرة، وتحديد الأدوار التي يمكن أن تلعبها المؤسسات الدينية في هذا الصدد، وتعزيز الحوار والتفاهم من خلال بناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات والأديان، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة، ومواجهة التطرف بتقديم رؤية إسلامية معتدلة تحافظ على القيم الأصيلة للإسلام وتواكب متطلبات العصر، مما يساهم في مواجهة التطرف والإرهاب، ونشر الوعي الديني بالاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفتاوى الصحيحة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز الوعي الديني لدى الشباب.
يشهد عصرنا الحالي تطوراً هائلاً في مجال التكنولوجيا والمعلومات، مما أثر بشكل كبير على طريقة تفكير الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض. في هذا السياق، يتحتم على المؤسسات الدينية أن تواكب هذا التطور وأن تستفيد من هذه التكنولوجيا في نشر رسالتها، وإن المؤتمر يؤكد على أهمية الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي في نشر الفتاوى الصحيحة وتوجيه النقاشات نحو الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية وقيمها. فمن خلال هذه المنصات يمكن الوصول إلى شريحة واسعة من الشباب، وتقديم إجابات شافية على أسئلتهم واستفساراتهم.
يواجه العالم العديد من التحديات المعقدة، مثل تغير المناخ، الهجرة، والفقر، والتي تتطلب حلولاً شاملة تتجاوز الحدود الوطنية. إن المؤتمر يدعو إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهة هذه التحديات، ويؤكد على أهمية دور المؤسسات الدينية في نشر قيم التسامح والتعايش، وإن بناء أخلاقيات عالمية متينة يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني. ومن خلال العمل معاً، يمكننا بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً.
يمثل مؤتمر الإفتاء الدولي منصة هامة للحوار والتفاهم، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي في بناء مجتمعات أكثر أخلاقية وتسامحاً. إن الرسائل التي خرجت من هذا المؤتمر تحمل في طياتها أملاً كبيراً في مستقبل أفضل.
ولكن لنترك بعض أسئلة للتفكير والتفاهم حولها مستقبلا في مقالات قادمة، ومنها: كيف يمكن للمؤسسات الدينية أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي في نشر الوعي الديني؟ وما هي أهمية الحوار بين الأديان في بناء عالم أكثر سلاماً؟ وكيف يمكن للفتوى أن تساهم في حل النزاعات الاجتماعية والسياسية؟