جسور نيوز
كارثة الفرشاية.. ندبة عميقة في جسد الوطن
13 أكتوبر، 2024م
شئ للوطن
م.ضلاح غريبة
Ghariba2013@gmail.com
حادثة انفجار اللغم الأرضي التي أودت بحياة المواطن “دكتور السيد” في منطقة الفرشاية بالدلنج، ليست سوى حلقة مأساوية في سلسلة طويلة من الأحداث الدامية التي تشهدها بلادنا. ففي ظل غياب الأمن والاستقرار، تتحول أراضينا الخصبة إلى حقول موحشة تنتشر فيها الألغام، وتحصد أرواح الأبرياء وتدمر البنية التحتية.
إن استهداف المدنيين بهذه الطريقة البشعة هو جريمة حرب لا تغتفر، وتنتهك أبسط حقوق الإنسان. فالمواطنون الذين يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات هم الأكثر تضرراً، وهم من يدفعون الثمن الأكبر. فهم يفقدون عزيزيهم، ويشردون من ديارهم، ويحرمون من أبسط مقومات الحياة.
أبعاد الكارثة تتجاوز الحادثة الفردية في الأثر الاقتصادي، وتتسبب الألغام في تعطيل حركة التجارة والنقل، وتزيد من تكاليف الإنتاج، وتؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي. فمنطقة الفرشاية، كونها شرياناً حيوياً لنقل البضائع، فإن توقفها يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع وشحها، مما يزيد من معاناة المواطنين، بجانب الأثر الاجتماعي والنفسي، فلاا يقتصر أثر الألغام على الخسائر المادية، بل يتعداها إلى آثار نفسية واجتماعية عميقة. فالمجتمعات المتضررة تعاني من الصدمة والخوف، وتزداد معدلات العنف والجريمة، والأثر البيئي، فتسبب الألغام في تلوث البيئة وتدمير الأراضي الزراعية، مما يؤثر سلباً على التنوع البيولوجي وعلى سبل العيش التقليدية للسكان.
إن مواجهة هذه الآثار الكارثية تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف. على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في تأمين المناطق المتضررة وإزالة الألغام، وتقديم الدعم للمتضررين. وعلى المجتمع الدولي أن يضغط على الأطراف المتحاربة للوقف الفوري لزراعة الألغام، وأن يقدم المساعدات اللازمة لإزالة الألغام وتأهيل المتضررين.
إن تحقيق السلام والاستقرار هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني. وعلى جميع الأطراف أن تتحلى بالحكمة والمسؤولية، وأن تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. يجب أن نعمل جميعاً من أجل بناء سودان جديد يعم فيه الأمن والاستقرار والعدالة، حيث يعيش جميع المواطنين في سلام وكرامة.
في الختام، فإننا نقدم خالص العزاء لأهل الفقيد، وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان. كما ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين في السودان من ويلات الحرب والألغام.
