شئ للوطن| صلاح غريبة يكتب ….. عودة الحياة إلى مطار دنقلا: بوابة جديدة للتنمية الشاملة
شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com
عودة الحياة إلى مطار دنقلا: بوابة جديدة للتنمية الشاملة
يشكل إعادة تشغيل مطار دنقلا الدولي بعد فترة توقف طويلة حدثًا مفصليًا في تاريخ الولاية الشمالية، بل وفي تاريخ السودان ككل. فالمطار، الذي يعد شريانًا حيويًا يربط بين مختلف المناطق، يعود اليوم إلى الحياة، حاملًا معه آمالًا عريضة بمستقبل أكثر إشراقًا.
إن عودة المطار إلى العمل لن يكون لها تأثير محدود على قطاع واحد، بل ستمتد آثارها الإيجابية لتشمل مختلف جوانب الحياة في الولاية، من الجانب الاقتصادي، سيشكل المطار حافزًا قويًا لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل للولاية، ويساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب. كما سيسهل نقل المنتجات الزراعية والصناعية إلى الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، مما يعزز من تنافسية المنتجات المحلية، وفي مجال السياحة، تساهم عودة المطار في تنشيط الحركة السياحية في الولاية، حيث سيصبح من السهل على السياح الوصول إلى المعالم الأثرية والتاريخية في المنطقة، مثل الدفوفة وكرمة والبركل، مما يساهم في تعزيز الدخل القومي من السياحة، وسيؤدي المطار إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث سيسهل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية المتقدمة في المدن الكبرى، مما يساهم في رفع مستوى المعيشة، وسيسهل المطار التواصل بين مختلف مناطق الولاية، وبين الولاية والولايات الأخرى، مما يساهم في تقريب المسافات بين الناس وتعزيز التعاون والتكامل بين مختلف المناطق.
لا يقتصر أثر إعادة تشغيل المطار على الجانب الاقتصادي والخدمي فحسب، بل سيمتد تأثيره إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية، حيث سيساهم في تعزيز الهوية، سيعزز المطار من الهوية المحلية، ويشعر المواطنين بالفخر بإنجازاتهم، ويساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتلاحمًا، وسيوفر المطار فرصًا جديدة للشباب للعمل في مختلف المجالات المرتبطة بالطيران والسياحة والخدمات اللوجستية، مما يساهم في تطوير قدراتهم و سيساهم المطار في تبادل الخبرات والمعارف بين سكان الولاية وبين العالم الخارجي، مما يساهم في تطوير المجتمع وتحديثه.
رغم الآثار الإيجابية المتوقعة لإعادة تشغيل المطار، إلا أنه لا يخلو من بعض التحديات التي يجب مواجهتها، مثل توفير الخدمات اللوجستية، فيتطلب تشغيل المطار توفير خدمات لوجستية متكاملة، مثل خدمات المناولة الأرضية، وخدمات الأمن والحماية، وخدمات الوقود، والتسويق والترويج، فيتطلب جذب السياح والمسافرين إلى المطار القيام بحملات تسويقية وترويجية مكثفة، ويتطلب تشغيل المطار توفير الكوادر المؤهلة والمدربة للعمل في مختلف المجالات.
إن إعادة تشغيل مطار دنقلا الدولي يعد خطوة مهمة في مسيرة التنمية الشاملة في السودان، ويفتح آفاقًا جديدة للولاية الشمالية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن الفرص المتاحة كبيرة، وتتطلب تضافر الجهود من قبل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع الهام.
توصياتي بضرورة الاستثمار في تطوير البنية التحتية للمطار، وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة، ووضع خطط تسويقية وترويجية لجذب السياح والمسافرين إلى المطار والاستثمار في تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في المطار، والتعاون بين مختلف الجهات المعنية لتذليل العقبات التي تواجه تشغيل المطار.
يمكن لمطار دنقلا أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق التنمية المستدامة في الولاية الشمالية، وأن يساهم في تحويلها إلى وجهة سياحية واقتصادية مهمة على الخريطة الإقليمية والدولية.
وشخصيا فلي ذكريات مع مطار دنقلا إبان فترة عملي بادارة هندسة المطارات، الطيران المدني في أوائل ثمانينات القرن الماضي، عندما كنت المهندس الميكانيكي لتشييد مطار الابيض، وكلفت بترحيل خلاطة الاسفلت القديمة من مطار الأبيض بمطار دنقلا مواصلة في تحديثه في ذلك الزمن، بعد وصول كافة المعدات الحديثة لتشديد مطار الأبيض من الدنمارك، لهذا ظللت اعشق دنقلا ومطار دنقلا بالذات.