شئ للوطن | صلاح غريبة يكتب… ضرورة إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية السودانية… زخم عالمي ودعوات أكاديمية
جسور نيوز
آخر تحديث: 15 أكتوبر، 2024م
ضرورة إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية السودانية… زخم عالمي ودعوات أكاديمية
شئ للوطن
م.صلاح غريبة
Ghariba2013@gmail.com
يشهد العالم اليوم تحولاً رقميًا هائلاً، حيث أصبحت المعلومات تنتشر بسرعة فائقة عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة. وفي ظل هذا الزخم المعلوماتي، بات من الضروري تزويد الأفراد بمهارات تمكنهم من تقييم هذه المعلومات وتمييز الصحيح من الزائف. هنا يأتي دور التربية الإعلامية، التي تهدف إلى إعداد أفراد قادرين على فهم وسائل الإعلام، والتعامل مع محتواها بوعي ونقد، والتفاعل معها بمسؤولية.
في السودان، كما في العديد من الدول العربية، تبرز الحاجة إلى إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية. فالتحديات التي تواجه المجتمع السوداني، مثل انتشار الأخبار الزائفة والحروب المعلوماتية، تستدعي توفير بيئة تعليمية تساعد الأفراد على بناء حصانة فكرية وقدرة على التفكير النقدي.
تساعد التربية الإعلامية الأفراد على تمييز الأخبار المزيفة من الحقائق، وبالتالي الحد من انتشار الشائعات التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي، وتزود الأفراد بالمهارات اللازمة للمشاركة الفعالة في الحياة العامة، والتعبير عن آرائهم بحرية ومسؤولية، كما ان التربية الإعلامية تعلم الأفراد كيفية حماية خصوصيتهم على الإنترنت، والتعامل بوعي مع المخاطر التي قد تترتب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجع الأفراد على التحليل والتقييم المستقل للمعلومات، وبالتالي تعزيز قدراتهم على اتخاذ القرارات الصائبة.
التحديات التي تواجه تطبيق التربية الإعلامية في السودان، نقص الوعي بأهمية التربية الإعلامية، فلا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية التربية الإعلامية لدى صناع القرار والمجتمع المدني، بجانب غياب المناهج والبرامج التعليمية، فلا توجد مناهج وبرامج تعليمية متخصصة في التربية الإعلامية في المدارس السودانية، بجانب قلة الموارد المالية والبشرية فتواجه المؤسسات التعليمية نقصًا في الموارد المالية والبشرية اللازمة لتطبيق برامج التربية الإعلامية.
مقترحاتي لتطبيق التربية الإعلامية في السودان بإدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية، بدءًا من التعليم الأساسي وحتى الجامعي، ويجب توفير برامج تدريبية للمعلمين لتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتدريس التربية الإعلامية، مع تطوير المحتوى التعليمي المتنوع والملائم للأعمار المختلفة، يعتمد على أساليب تعليمية تفاعلية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية والمدنية لتنفيذ برامج توعية حول التربية الإعلامية، ويجب الاستفادة من التكنولوجيا في تقديم برامج التربية الإعلامية، مثل استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية.
إن إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية السودانية يمثل استثمارًا في مستقبل الأجيال القادمة. فمن خلال تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتعامل مع المعلومات بوعي ونقد، يمكننا بناء مجتمع سوداني أكثر وعياً وتسامحاً، قادر على مواجهة التحديات التي يطرحها العصر الرقمي.
للاطلاع على المقال من مصدر نشره الاساسي، اضغط هذا الرابط….!!