شئ للوطن| صلاح غريبة يكتب ….. تحولات ميدانية وتصدعات عميقة في صفوف المتمردين: تحليل معمق للانشقاقات الأخيرة

54

شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com

تحولات ميدانية وتصدعات عميقة في صفوف المتمردين: تحليل معمق للانشقاقات الأخيرة

يشهد الصراع الدائر في السودان تطورات متسارعة، حيث تشهد جبهات القتال تحولات جوهرية تعكس عمق الأزمة التي تعيشها المليشيات المتمردة. أحدث هذه التحولات هو انضمام القائد العسكري البارز أبو عاقلة كيكل، ومعه كتائب كبيرة من قواته، إلى صفوف القوات المسلحة السودانية. هذه الخطوة تمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع، وتفتح آفاقاً جديدة لفهم الديناميكيات الداخلية للمليشيات وتداعياتها على مستقبل الصراع.
إن قرار كيكل بالانشقاق عن المليشيا، والذي جاء بعد أشهر من المفاوضات السرية، يعود إلى عدة عوامل متداخلة: ومنها الوعي بأجندة خفية، فلقد أدرك كيكل، وكثير من مقاتليه، أن المليشيا لا تسعى لتحقيق أهداف وطنية، بل تعمل كأداة لتنفيذ أجندات خارجية تستهدف تدمير البلاد وتقويض استقرارها، بجانب الخلافات الإيديولوجية التي أظهرت وجود خلافات عميقة داخل المليشيا حول الأهداف الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية، مما أدى إلى تباعد الآراء بين القادة الميدانيين، والاستياء من الممارسات الوحشية، فلقد ارتكبت المليشيا العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مما أثار استياء واسع النطاق بين صفوف مقاتليها وأدى إلى تآكل ولائهم، والإغراءات المقدمة من الحكومة، فلعبت العروض التي قدمتها الحكومة للمتمردين، والتي تشمل العفو العام وضمانات أمنية، دوراً هاماً في حسم قرار كيكل بالانشقاق.
للانشقاقات الأخيرة آثار بالغة الأهمية على مجريات الصراع، ويمكن تلخيصها في في نقاط منها تآكل قوة المليشيا، فخسارة قادة ميدانيين بارزين وقوات كبيرة تمثل ضربة موجعة للمليشيات وتضعف قدرتها على مواصلة القتال، بجانب تعزيز موقف القوات المسلحة وتوسيع رقعة سيطرتها على الأرض، مما يقربها من تحقيق النصر، مع تسريع وتيرة انهيار المليشيا، فتشجع الانشقاقات المزيد من المقاتلين على ترك صفوف المليشيا، مما يساهم في تسريع وتيرة انهيارها من الداخل، ويؤدي هذا الى تحسن الأوضاع الإنسانية، فمن المتوقع أن تساهم الانشقاقات في تحسن الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة من الصراع، مع تراجع وتيرة العمليات العسكرية وانتهاء سيطرة المليشيات على هذه المناطق، وتغيير موازين القوى الإقليمية، فقد تؤثر هذه التطورات على موازين القوى الإقليمية، وتدفع الدول الداعمة للمليشيا إلى إعادة تقييم سياساتها.
تؤكد هذه التطورات على عدة حقائق مهمة ومنها فشل مشروع المليشيا في كسب تأييد الشعب السوداني، وأنها لا تمثل سوى مصالح ضيقة لفئة قليلة، وتؤكد هذه التطورات على أهمية الحوار الوطني الشامل لإنهاء الصراع وتحقيق المصالحة الوطنية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يضاعف جهوده لدعم الحل السياسي للأزمة السودانية، والضغط على المليشيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
إن الانشقاقات الأخيرة في صفوف المتمردين تمثل نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع في السودان. هذه التطورات تؤكد أن الحق ينتصر دائماً، وأن مشروع المليشيا آيل إلى الزوال. ومع استمرار هذه التحولات، يمكننا أن نتوقع المزيد من الانتصارات للقوات المسلحة السودانية، وأن نشهد بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في السودان.

Leave A Reply

Your email address will not be published.