جمعية دنقلا – القاهرة كيان حيوي … “أيادٍ متلاعبة” وإقصاء متعمّد | د. ست البنات حسن

256

 

جمعية دنقلا – القاهرة كيان حيوي … “أيادٍ متلاعبة” وإقصاء متعمّد

د. ست البنات حسن

في قلب القاهرة الصاخبة، حيث تتشابك دروب التاريخ مع حاضر الجالية السودانية العريقة، تقف **جمعية دنقلا** كمنارة حقيقية للعمل المجتمعي والثقافي .. ليست مجرد جمعية تحمل اسم مدينة سودانية تاريخية عريقة، بل هي كيان حيوي ينبض بالحياة، ويلعب دورًا محوريًا في نشر الثقافة والتراث السوداني الأصيل، ويعكس روح العطاء الأصيل التي تميز به أعضاءها في السودان ومصر .

على مر السنين، أثبتت جمعية دنقلا أنها أكثر من مجرد ملتقى اجتماعي؛ بل **مركز ثقافي متكامل** بالإضافة إلى كونها مساحة لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط الثقافية بين السودان ومصر.

ما يميز جمعية دنقلا هو قدرتها على التكيف مع التحديات المتجددة، وتقديم خدماتها بمرونة وكفاءة. سواء كان ذلك بتقديم المساعدات ، أو تنظيم الفعاليات الثقافية التي تحافظ على الهوية السودانية في دول المهجر، فإن الجمعية تعمل بروح الفريق الواحد، مدفوعة بالإيمان العميق بأهمية التضامن. إنها تسعى لتكون صوتًا للسودانيين في دول المهجر، ليس لأبناء دنقلا فحسب، بل لكل سوداني يرى فيها ملاذًا أو سندًا.

تجسد جمعية دنقلا نموذجًا يحتذى به في العمل العام داخل الجاليات بفروعها المختلفة. إنها برهان على أن التكاتف والجهود المخلصة يمكن أن تصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الأفراد والمجتمعات. فهي بذلك تمثل قلب العمل العام السوداني بمصر، بمساهمتها الفاعلة في مشاركاتها الثقافية ممثلة السودان في الكثير من دول العالم .

فهي بلا شك من أنشط الكيانات السودانية وأكثرها حيوية وفاعلية في مصر. هذا النشاط لا يقتصر على جانب واحد، بل يمتد ليشمل أبعادًا اجتماعية، ثقافية، وخدمية متعددة، مما يجعلهما ركيزة أساسية في حياة الجالية السودانية.

تميز جمعية دنقلا بكونها من أنشط الكيانات يعود لعدة أسباب جوهرية أهمها:
القاعدة الجماهيرية الواسعة، حيث تضم الجمعية الأم وفرعها في القاهرة عددًا كبيرًا من أبناء السودان ودنقلا والمناطق المجاورة، مما يوفر لهما قاعدة دعم قوية ومستمرة تترجم إلى مشاركة فعالة في الأنشطة والفعاليات داخل السودان وخارجه. كما لا يقتصر نشاط الجمعية على الجانب الثقافي أو الترفيهي فقط ، بل تلعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم الاجتماعي، يشمل ذلك المساعدة في الأزمات عبر مكتبها الرئيسي في دنقلا والخرطوم ، وفي القاهرة تقديم المشورة للمقيمين الجدد أو الذين يواجهون صعوبات.

تشتهر جمعية دنقلا بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والدورية التي تحافظ على التراث والهوية السودانية، مثل الأمسيات الفنية، المشاركة في المهرجانات العالمية، الاحتفال بالمناسبات الوطنية، واللقاءات التي تعزز الروابط بين البلدين. وبفضل نشاطها الدائم، تظل الجمعية في قلب المشهد السوداني بمصر، وتعتبر نقطة التقاء وتواصل للكثيرين، مما يعزز من مكانتها ككيان حي ومتفاعل مع قضايا الجالية. وبصفتها من الكيانات العريقة، تتمتع الجمعية بخبرة تنظيمية واسعة، مما يمكنها من إدارة الفعاليات والمبادرات بكفاءة وفعالية.

هذا النشاط البارز والمكانة المرموقة لجمعية دنقلا الأم وفرع القاهرة، يضيفان بعدًا جديدًا لأهمية معرفة أسباب خروج كيان بهذا الحجم والنشاط من المكتب التنفيذي للجالية. حيث لا يمثل خروجها مجرد فقدان مقعد في المجلس، بل هو غياب مفتعل، بسبب **”تلاعب بعض الأيادي“** لصوت فعال وشريك حيوي كان له دور في بناء وتأسيس هذا المجلس وتوجيه العمل المجتمعي فيه ولوصول هذا الكيان النشط إلى مرحلة خروجه من المكتب التنفيذي للجالية بسبب “تلاعب بعض الأيادي” و التآمر.

فإن ذلك يعكس حجم المشكلة ويؤكد على عدم النزاهة والتمثيل العادل، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين أعضاء المجلس القديم على السلطة والنفوذ وهو بكل تأكيد كان السبب في هذا الإقصاء المتعمد وأن الأمر لم يكن مجرد تصويت بل كان قرارًا متعمدًا وحملة منظمة لإبعاد جمعية دنقلا القاهرة عن دائرة صنع القرار التنفيذي.

Leave A Reply

Your email address will not be published.