تأملات | جمال عنقرة يكتب ….. خطاب البرهان .. ثلاث رسائل مهمة

55

تأملات
جمال عنقرة
خطاب البرهان .. ثلاث رسائل مهمة

لم اقرأ خطاب الفريق الأول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ، كما قراه كثيرون، لذلك لم يغضبن كما أغضبهم ، بل علي العكس منهم، سعدت به سعادة بالغة، ومبعث سعادتي انه حمل ثلاث رسائل مهمة، هي محور بناء مرحلة التاسيس لدولة السودان بعد معركة الكرامة. والتي يوكد الخطاب أنها انتهت لصالح الجيش والشعب.
الرسالة الأولي وهي الرسالة الأهم. رسالته للإسلاميين عموما وللمؤتمر الوطني بصفة خاصة. ان من يقاتل من اجل غاية خاصة، ولمارب سياسي فليضع السلاح، ثم قال للمؤتمر الوطني انه إذا أراد العودة للحكم فليذهب الي الشعب. وهذه رسائل غاية في الأهمية ، فهناك مخاوف عند كثيرين ان يستحوذ الإسلاميون علي النصيب الأكبر في الحكم في المرحلة المقبلة وفاء لما قدموا من جهاد واستشهاد في معركة الكرامة، ومعلوم ان الإسلاميين قد ابلوا بلاء حسنا في معركة الكرامة، ولا توجد جهة منظمة شاركت في القتال بشكل جماعي منظم غير الإسلاميين والمؤتمر الوطني وحركات الكفاح المسلح، وهذا امر لا يستطيع احد انكاره مهما كان مكابرا، فبينما ظل كثيرون من القادة السياسيين والأهليين يتسكعون في شوارع بورسودان ويرفلون في نعيم تكايا الحكومة الفاخرة، خرج قادة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من السجون الي ساحات القتال، وفي رسالة البرهان تطمين لأهل الخارج، وللذين في قلوبهم مرض من أهل الداخل بان الإسلاميين لن يسيطروا علي الحكم لأنهم سطروا تاريخاً ناصعا في معركة الكرامة بارواحهم ودمائهم وأموالهم.
أما رسالته هنا للإسلاميين فهي تحصيل حاصل، فهم أصلا لم يقاتلوا من اجل الحكم. وأنهم كانوا قد اعلنوا أنهم لن يشاركوا في أي حكومة قبّل الانتخابات. وعزز الرسالة بعد الخطاب رئيس الحزب مولانا احمد هارون واكد أنهم لن يشاركوا في أي حكومة دون تفويض جماهيري، وحرص مولانا علي توقيع الرسالة بصفته، رئيس الموتمر الوطني، وهذا يهيئ لفتح صفحة جديدة.
أما الرسالة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولي فهي رسالته عن تقدم وقحت ومن لف لفهم، وكما هو معلوم ان الشعب السوداني لم يعد في قلبه مثقال ذرة من تعاطف مع كل من وقف مع المليشيا او ساندها او تعاطف معها. فاراد البرهان بهذه الرسالة ان بهيئ الناس لمثل ما قال به الرسول صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة (اهبوا فأنتم طلقاء) وهذه هي السنة، ولن يستقيم الحال ولن تستقر البلاد دون ان تستوعب كل أبنائها بلا إقصاء ولا استعلاء، ولم يؤذ السودان شيء كما أذاه الإقصاء ، فحان الوقت لان نضع نقطة ونبدا سطر جديد.
اما الرسالة الثالثة وهي رسالة ضمنية للذين كان يخاطبهم من أهل الأحزاب (الكلام ليك يا المنطط عينيك) ومعلوم ان كثيرين من منسوبي الأحزاب والقوى السياسية لا سيما رواد التكايا، يحلمون بالمشاركة في الحكومة المقبلة ، ورسالة البرهان قطعت عليهم حبال الوهم، فلا مشاركة لأي حزبي في حكومة التأسيس، فهي حكومة كفاءات وطنية غير حزبية.
وهكذا فهمت خطاب السيد البرهان وسعدت به، وهكذا يجب ان يفهمه كل الناس.

للاطلاع على المقال من مصدر نشره الاصلي، أضغط هنا …..!!

Leave A Reply

Your email address will not be published.