بابكر عيسى أحمد يكتب ….. معاً من أجل مكافحة الفساد
الراية القطرية الاحد 24 نوفمبر 2024
معاً من أجل مكافحة الفساد
الأحد ، 17 نوفمبر 2024
بقلم/ بابكر عيسى أحمد
“Corruption is every where” هذه العبارة الإنجليزية المتأصلة في الأدب البريطاني مفادها أن “الفساد موجود في كل مكان” … وأن هذه الأفة التي تستشري وسط المجتمعات التي تغيب عنها الشفافية والنزاهة تشكل أحد أبرز الكوابح التي تعطل التنمية في أغلب المجتمعات الإنسانية التي تتطلع إلى ترسيخ الحكم الرشيد وإطلاق يد العدالة لإجتثاث آفة الفساد التي تشكل خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها ورفاهيتها إذ أن الفساد يهدد استقرار المجتمعات ويعرقل مسيرة التنمية والتطور ويزيد الفرقة داخل المجتمع الواحد.
سعيد أنا بأنه اصبحت ومنذ العام 2016 جائزة دولية للتمييز في مكافحة الفساد يحتفي بها العالم، وسعيد بأن هذه الجائزة التي انطلقت في نسختها الثامنة بدولة كوستاريكا الصديقة الأسبوع الماضي تحمل إسم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ودأب سموه -حفظه الله ورعاه- على رعاية هذه الجائزة التي اصبحت حدثاً سنوياً لمكافحة الفساد حيث توزع الجائزة بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على الأفراد والمنظمات التي تساهم بفعالية في مكافحة الفساد.
اسعدني أكثر أن هذه الجائزة التي أصبحت علامة فارقة على الصعيد الدولي تسعى إلى تعزيز صورة من يحاربون الفساد والإحتفاء بهم في جميع أنحاء العالم وتأمل في تحفيز الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني على تبني مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والتعاون من أجل تنفيذها حيث طافت الجائزة حتى الآن قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وها هي الآن تحط رحالها في أمريكا اللاتينية التي تحتاج إلى مثل هذه الإشراقات الإنسانية الرائعة والنبيلة.
ترتبط جائزة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتمييز في مكافحة الفساد بمعايير دولية مع أفضل الممارسات المعتمدة في الحكم الرشيد ومكافحة الفساد لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وخاصة التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد لإتاحة امكانية وصول الجميع إلى العدالة وبناء مؤسسات فعالة خاضعة للمساءلة وشاملة للجميع على كافة المستويات.
استطاعت الجائزة خلق ثقافة عالمية -مطلوبة ومرغوبة- بأن التنمية المستدامة لجميع المجتمعات لن تتحقق دون مكافحة الفساد وترسيخ مفهوم سيادة القانون والدعوة للتصدي للفساد والتشجيع على تنفيذ التدابير الحاسمه التي نصت عليها اتفاقية الأمم المتحدة من خلال جمع ونشر انجازات متميزة لمشاريع مكافحة الفساد وتكريم الجهود الإستثنائية ومنح جوائز لها بشكل علني.
الجائزة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم تتوج جهود دولة قطر في تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة اذ تعتبر الجائزة مبادرة عالمية الأهداف والأبعاد لترسيخ الحكم الرشيد والشفافية وتطلق يد العدالة لإجتثاث آفة الفساد التي تشكل خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدم المجتمعات إذ أن الفساد يهدد استقرار المجتمعات ويعرقل مسيرة التنمية والتطور.
تشمل الجائزة خمسة فئات هي انجاز العمر أو الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد والبحث والمواد الأكاديمية وإبداع الشباب والإبتكار والصحافة الإستقصائية بالإضافة إلى حماية الرياضة من الفساد … وتركز جائزة ابداع الشباب على أهمية اشراك الشباب وطلاب الجامعات والموظفين الصغار في جهود مكافحة الفساد لأنها ليست عملاً يجب القيام به في الوقت الحاضر فحسب ولكنه أمر يجب التفكير بشأنه في المستقبل.
في لقاء خاص مع تلفزيون قطر من العاصمة الكوستاريكية سان خوسيه أكد سعادة الدكتور علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة أن جائزة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد الدولية للتمييز في مكافحة الفساد اصبحت علامة مشرقة على الصعيد الدولي والإنساني كما شدد سعادته على أهمية دور السلطة الرابعة -الصحافة والإعلام- في انجاح هذه المساعي النبيلة.
بدوره أشاد سعادة السيد عبدالرحمن بن محمد الدوسري السفير فوق العادة المفوض لدوله قطر لدى كوستاريكا بالأصداء الإيجابية لزيارة سمو الأمير المفدى وما حظيت به الجائزة من اهتمام واسع.
بعد انتهاء جولة سمو الأمير المفدى التي شملت البرازيل و كوستاريكا وكولومبيا يبقى مجسم الجائزة الذي يمثل يداً فولاذية بيضاء تدل على الشفافية وترمز إلى توافق العالم على مكافحة الفساد قلادة تتزين بها العاصمة سان خوسيه … بذلك تكون قطر قد اضاءت شعلة متوهجة على طريق النزاهة والشفافية ومحاربه الفساد وحكم القانون وهي مسيرة نتمنى لها من كل قلوبنا النجاح والتآلق والإنتشار استجابة لطموحات الشعوب التي ينهشها الفساد.