بابكر عيسى أحمد من قطر يكتب : قطر.. عالم واحد مُتحد

45

قطر.. عالم واحد مُتحد

الأحد، 15 ديسمبر 2024

بقلم : بابكر عيسى أحمد
بالعِز والفَخر والاعتِزاز والشُموخ، تحتفل دولة قطر الحبيبة في 18/ 12 / 2024 باليوم الوطني تحت راية القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- حيث
تتزين كلُ المدن القطرية -وفي صدارتها العاصمة الدوحة ومنطقة الأبراج- بالأعلام والألوان المُبهجة، التي تختلط بين اللونين الأبيض والعنابي، مُشكِّلة علم قطر الحبيبة إلى قلوب المواطنين والمُقيمين على حد سواء، وتشكل مِهرجانًا من الألوان والأفراح التي تعكس تكاتف الجميع تحت راية القيادة الرشيدة.
تحت شعار “قطر.. عالم واحد مُتحد” تأتي الاحتفالاتُ باليوم الوطني للدولة هذا العام، وهو شعار مُلهم يعكس روح الإخاء والتضامن، كما يعكس الأصالة والمُعاصرة التي تختلط برائحة العزيمة والإصرار، لتبقى قطر عاليةً وشامخةً ومُتحدة شيبًا وشبابًا ونساء، حيث تلعب المرأة القطرية أدوارًا محورية في جميع المواقع لتعكس العزيمة والإصرار والمحبة لتراب هذه الأرض الطاهرة، التي نهضت بتضحيات الآباء المؤسسين والنساء الماجدات.
..اليوم الوطني هو يومُ عُرس للوطن الذي يخطو بثبات وثقة نحو المجد والعُلا.
“درب الساعي” يبقى هذا العام علامة فارقة وشعلة مُتوهجة تحتضنُ أكثر من 104 فعاليات تعكس -فيما تعكس- أصالة هذا الشعب النبيل بتراثه الخالد، وموروثه الحضاري وتقاليده الأصيلة وفنونه التراثية المُمتدة بين البحر والصحراء لتنير الطريقَ لشباب المُستقبل، الذين يمثلون سواعد قطر الفَتية والقوية القادرة على الإبحار في عالمٍ متلاطم الأمواج بالرأي والرؤية والبصيرة.
يمتد كرنفالُ الاحتفالات بين “درب الساعي” والحي الثقافي “كتارا” عابرًا “سوق واقف” ذلك الإرث التاريخي التليد الذي أصبَحَ مزارًا للقادمين لقطر من أبناء الخليج، ومن جميع بقاع العالم، خاصة أولئك الذين ما زال يسكنُهم الإبهار خلال احتضان نهائيات كأس العالم “قطر 2022” وما عايشوه من سماحة هذا الشعب وكرَم الضيافة التي عُرف بها.
الجميلُ في هذه التظاهرات الثقافية والفنية والتراثية أنها تعكس تجارب حية تتيح التعرف على كيفية حياة القطريين في الماضي، وما تحقق من إنجازات عصرية تُبهر الأنظار وتعزز الهوية الوطنية التي كان للآباء نصيب الأسد في بلوغها إلى غاياتها الراهنة، وسيبقى على الشباب مسؤولية إكمال المسير نحو الغايات المنشودة، خيرًا وعطاء من أجل قطر الخير والعطاء والمحبة.
يوميًا يفتح “درب الساعي” أبوابه للجماهير من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الحادية عشرة مساء، في مقره الدائم المُمتد على مساحة 150 ألف متر مربع ويتميز بمستوى عال من التجهيزات والخدمات، التي توفر الراحة والأمان للزوار والجهات المشاركة.
عبر جناح يقدم رحلة افتراضية بين محطات التاريخ تدشن “دار الوثائق القطرية” مشاركتها الأولى في “درب الساعي” وتعرض جدارية تبرز إحصاءات عن النهضة العمرانية والسكانية في قطر إلى جانب مجموعة من الوثائق النادرة التي تسلط الضوء على مراحل تطور الدولة، إضافة إلى برامج تعليمية وتفاعلية للأطفال تجمع بين الترفيه والتعليم، وسيبقى “كبار القدْر” ضيوف شرف في جناح الدار.
قطر لم تقطع هذا المشوار بضربة حظ بل بجهد الآباء والأبناء، وبالرؤية الثاقبة وبالرأي السديد وبالدبلوماسية الناعمة، والإعلام المُنفتح، وبالإرادة الواثقة حتى بلغت هذا القدر الذي يحترمُه الجميع على مُختلف الصُعد الوطنية والإقليمية والدولية، تحت قيادة رشيدة وحكيمة تعرِف بحِنكة ودِراية كيف تديرُ الأمور وتَسوسُها.
تحت شعار “قطر عالم متحد” نرفع نحن أبناء الجاليات العربية أسمى آيات الشكر والعرفان والوفاء للقيادة الحكيمة ولقطر حكومة وشعبًا ومؤسسات خدمية رفيعة المستوى، ونخص في هذا المُقام “كبار القدْر” من الآباء الذين أعطوا قطر رحيق حياتهم ونسأل اللهَ صادقين أن يمُن على هذه البلاد بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن تتكاتف كل الأيدي لتبقى رايةُ قطر عاليةً خفاقةً، ينحني لها العالم إجلالًا واحترامًا، لما تقدمه من أجل أمتها العربية والإسلامية ونحن على ثقة أن اللهَ لن يُضيع أجر المُحسنين، وسنبقى يدًا واحدة مع أبناء هذه الأرض الطيبة حتى ينبلجَ فجرٌ جديد وسعيد، في عالمنا الراهن المملوء بالحروب والكراهية وعدم اليقين.

Leave A Reply

Your email address will not be published.