السودان أمام مجلس حقوق الإنسان: خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا
بورتسودان: اخبار وادي النيل
الاربعاء: 12 يونيو 2024
تأتي جلسة مجلس حقوق الإنسان المقررة يوم الثلاثاء المقبل، الموافق 18 يونيو 2024، لتُشكّل حدثًا هامًا في مسيرة السودان نحو تحقيق العدالة وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، خاصة تلك التي ارتكبتها قوات الدعم السريع المتمردة. وتكتسب هذه الجلسة أهمية خاصة بالنظر إلى الجدل الكبير الذي دار حول قرار إنشاء لجنة تقصي الحقائق، حيث عارضه السودان بشدة، بينما صوتت له 19 دولة مقابل 16 صوتًا رافضًا، دون أي دعم من الدول العربية أو الإفريقية أو الإسلامية في المجلس.
ويرتكز رفض السودان للقرار على معارضته لمساواة الجيش الوطني بقوات الدعم السريع المتمردة، تلك القوات التي ارتكبت جرائم موثقة ومروعة. ويؤكد السودان على قدرة أجهزته العدلية الوطنية على تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، مُستندًا إلى الإجراءات والتحقيقات التي قامت بها اللجنة الوطنية لجرائم الحرب وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع المتمردة.
وتُشارك اللجنة الوطنية في جلسة مجلس حقوق الإنسان بوفد رفيع المستوى برئاسة النائب العام بالإنابة ورئيس اللجنة، مولانا ياسر بشير البخاري. ويهدف الوفد إلى تقديم تقرير شامل يوضح الإجراءات التي اتخذتها اللجنة، والمعايير التي اتبعتها في رصد وحصر الانتهاكات، مُبرزًا قدرة وفاعلية المنظومة العدلية الوطنية في ملاحقة الجناة ومنع الإفلات من العقاب.
وتُعدّ هذه الجلسة فرصة سانحة للسودان لعرض وجهة نظره على المجتمع الدولي بشأن جهوده في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في البلاد. كما تُتيح الجلسة منصةً للحوار البناء مع مجلس حقوق الإنسان، وتُساهم في تعزيز التعاون بين السودان والمجتمع الدولي في هذا المجال.
ومن المتوقع أن تناقش الجلسة التقرير المقدم من قبل اللجنة الوطنية، إلى جانب التطورات الحالية في مجال حقوق الإنسان في السودان. كما قد تُصدر توصيات تدعم جهود السودان في تحقيق العدالة وتعزيز سيادة القانون.
وبشكل عام، تُمثل جلسة مجلس حقوق الإنسان خطوة حاسمة في مسيرة السودان نحو تحقيق العدالة وإنصاف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. وتُؤكّد هذه الجلسة على التزام السودان بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وتعكس جهوده في إرساء مبادئ سيادة القانون ومكافحة الإفلات من العقاب.
وإلى جانب الجوانب الرسمية للجلسة، تُتيح هذه الفعالية فرصةً لتعريف المجتمع الدولي بشكل أفضل بالتحديات التي تواجه السودان في مجال حقوق الإنسان، واحتياجاته من الدعم والمساندة من قبل المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
ختامًا، تُعدّ جلسة مجلس حقوق الإنسان حدثًا هامًا للسودان على المستوى الدولي، وتُمثل فرصةً سانحة لتعزيز التعاون في مجال حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء السودان.
