منظومة الصناعات الدفاعية تحتفي بنجاح مبادرة العودة الطوعية الكبرى.. أسوان تشهد تكريم الداعمين
منظومة الصناعات الدفاعية تحتفي بنجاح مبادرة العودة الطوعية الكبرى.. أسوان تشهد تكريم الداعمين
أسوان: أخبار وادي النيل
الاثنين:29 سبتمبر 2025
في أمسية بهيّة بمدينة أسوان الجميلة، احتفت القنصلية السودانية لمحافظات الجنوب، بقيادة القنصل العام السفير عبدالقادر عبدالله، بمنظومة العمل المجتمعي والخيري الهائل الذي صاحب جهود العودة الطوعية للمواطنين السودانيين من مصر إلى وطنهم، وذلك بتنظيم لقاء تكريم كبير لعدد من أصحاب المبادرات والمساهمين الرئيسيين.
وشمل التكريم منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، المُمثلة في مدير المسؤولية المجتمعية بالمنظومة، المهندسة أميمة عبدالله، بالإضافة إلى عدد من رموز الجالية السودانية بأسوان، وقيادات الإعلام والصحافة السودانية والمصرية، ومجموعة “الأشقاء” التي قدمت جهوداً مقدرة.
في مستهل اللقاء، أشاد السفير عبدالقادر عبدالله بالدور المحوري لمنظومة الصناعات الدفاعية، مشيراً إلى “التقاطها لقفاز مبادرة العودة الطوعية” وتكفلها بكامل التكلفة، مؤكداً أن هذا الجهد يعكس عمق التضامن السوداني في الأزمات. كما وجه السفير شكره لأصحاب المبادرات السابقة ومجموعة “الأشقاء” والجالية بأسوان.
ولم يغفل السفير الدور الكبير للسلطات المصرية، التي “قدمت ولم تُبقِ شيئاً” لدعم وإسناد السودانيين خلال فترة التدفق، وخلال رحلات العودة، مثمناً الدور الإنساني لرجال الأعمال والخيرين من المصريين الذين “فتحوا بيوتهم” لاستقبال الأشقاء. كشف السفير أن عدد السودانيين العائدين من مصر منذ انتظام أفواج العودة قبل أشهر قد فاق نصف مليون عائد.
وفي تفاصيل مبادرة المنظومة، والتي أصبحت رمزاً للعزيمة والإرادة، فقد بلغت القطار رقم 20 في إطار رحلاتها المجانية، ووفرت الباصات من محطة السد العالي بأسوان لاستكمال الرحلة. وأشار إلى أن عدد العائدين ضمن مبادرة منظومة الصناعات الدفاعية قد بلغ مئة وعشرة آلاف شخص (110,000)، وهم الآن جميعهم في السودان الذي “بات يتعافى من الحرب، وتنتظم فيه جهود إعادة الإعمار”.
من جانبها، أكدت المهندسة أميمة عبدالله، مديرة المسؤولية المجتمعية بالمنظومة، على استمرارهم في تسيير الرحلات رغم كلفتها العالية، مشيرة إلى أن التسجيل مستمر، وناشدت العائدين الالتزام بالمعايير المطلوبة. كما وجهت شكرها لـجمهورية مصر الشقيقة قيادة وشعباً على كل ما قدموه لشعب السودان.
تحدث الأستاذ الهندي عز الدين، رئيس تحرير إحدى الصحف السودانية، مشيداً بإسهامات منظومة الصناعات الدفاعية التي “ملكت العزم والإرادة للتفويج“، وشكر مصر على جهودها في توفير البيئة المناسبة لاستضافة السودانيين وتيسير رحلة العودة، كما تطرق الدكتور لؤي نصرت، مدير جامعة أسوان، إلى عمق العلاقات الأزلية بين البلدين، مستعرضاً ما قدمته جامعة أسوان للطلاب السودانيين، والذين وصفهم بـ “خير سفراء لبلادهم في التحصيل الأكاديمي“. وأشار إلى فتح فرص لطلاب الطب لتكملة عام الامتياز، مطالباً بضرورة استدامة خدمة تدريب الأطباء والشراكة الأكاديمية بين البلدين، واختتم اللقاء بتكريم عدد من المحتفى بهم الذين ساهموا في مبادرات العودة، إضافة إلى تكريم عدد من الإعلاميين.
في صباح اليوم التالي، شهد وفد من رؤساء تحرير الصحف وقادة الرأي السودانيين، من بينهم البروفسير عبد اللطيف البوني، والهندي عز الدين، والطاهر ساتي، وغيرهم، وصول القطار رقم (20) إلى محطة السد العالي.
كانت المشاهدات، كما أفاد الإعلاميون، تُنبئ عن دقة التنظيم وحُسن الإدارة، وتوفر “العزيمة والتمويل” من المنظومة التي أصرت على إنجاز المهمة رغم زيادة أعداد الراغبين وارتفاع التكلفة. وأكد الوفد على أن ما قامت به المنظومة هو تأكيد على تضامن وتضافر أهل السودان حكومة وشعباً ومؤسسات.
وتمت عمليات التفويج الميدانية بنجاح، حيث نُقل العائدون من القطار إلى الباصات المتجهة إلى وادي حلفا ومنها إلى عطبرة والخرطوم، وسط أجواء إنسانية مؤثرة غلبت عليها مشاعر الفرح الممزوجة بدموع الشوق للوطن.
وقد بلغ عدد العائدين في رحلة صباح الاثنين 1450 مواطناً. ووفقاً لإحصاءات المنظومة، فقد تم تسيير 1,480 باصاً و 20 رحلة بالقطار حتى الآن، ليبلغ إجمالي عدد العائدين في المرحلتين الأولى والثانية من المشروع حوالي 100,865 مواطناً، بالإضافة إلى رحلة امس.
وفي تصريح لها عقب استقبال القطار، أكدت المهندسة أميمة عبدالله أن مشاهد العودة هي “لحظات تاريخية تترجم توق السودانيين للعودة إلى أرضهم مهما كانت التحديات”، مجددة التأكيد على أن رحلات التفويج ستتواصل “حتى آخر مواطن يقرر العودة إلى السودان”.
لقد حفرت منظومة الصناعات الدفاعية اسمها خالداً في سجل التاريخ وهي تقوم بهذا العمل الضخم تحت رعاية رئيس مجلس السيادة وتوجيه مباشر من المدير العام للمنظومة، مؤكدة التزام الدولة ومؤسساتها بتأمين العودة المجانية الآمنة للمواطنين.