صلاح حمد يكتب : “المثلث” الحدودي..جبهة جديدة لاجتياح الشمالية والخرطوم…أم صفقة إقليمية لاقتسام الثروات
“المثلث” الحدودي..جبهة جديدة لاجتياح الشمالية والخرطوم…أم صفقة إقليمية لاقتسام الثروات
*صلاح حمد مضوي
تعتبر منطقة “المثلث” معبرا حدوديا ذو أهمية اقتصادية وإستراتيجية بين السودان ومصر وليبيا.
وهو مركز لنشاط تجاري بين شمال وشرق إفريقيا.
وهذه المنطقة الحدودية غنية بالذهب وينشط فيها المعدنون السودانيون (التعدين الأهلي).
تحتوي المنطقة على موارد طبيعية مثل النفط والغاز وبقية المعادن.
بعد سقوط نظام القذافي،نشط أمراء الحرب في ليبيا، ومن بينها هذه المنطقة.
منطقة المثلث الحدودية بين السودان ومصر وليبيا.
في الثالث من يونيو الماضي، أفادت صحيفة “الأنباء الليبية” أن كتيبة سبل السلام، التابعة لرئاسة أركان القوات البرية الليبية، نفذت دوريات وانتشارا مكثفا في الجنوب الشرقي من ليبيا، وذلك تحت تعليمات ومتابعة مباشرة من رئيس أركان القوات البرية، الفريق ركن صدام خليفة حفتر.
على الجانب السوداني، لاوجود كبير للقوات المسلحة في منطقة المثلث
توجد نقاط عسكرية وحضور للحركات المسلحة الدارفورية.
الواضح أن “كتيبة سبل السلام” السلفية ،تتلقى تعليماتها من قيادة (خليفة حفتر).
وبإعلان ميليشيا الدعم السريع اليوم الأربعاء،أنها سيطرت على منطقة المثلث الحدودية، يعتبر ذلك تطورا خطيرا في مسار الحرب الدائرة الآن في السودان.
ومنطقة المثلث هذه على الجانب السوداني،تتبع لمحلية وادي حلفا.
هذا الحدث يأتي برأيي وفقا لقراءة تحركات دول خليجية مساندة للجيش السوداني ،في محاولة منها لتجفيف الجبهات المفتوحة من الإمارات في دول جوار السودان ،لإسناد ميليشيا الدعم السريع ودعمها لوجستيا بالمال والعتاد والمقاتلين في إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد ودول إفريقية أخرى،
وهنا تحاول دولة الإمارات الداعم الرئيسي لميليشيا الدعم السريع فتح جبهة أخرى مهمة للغاية هي منطقة المثلث الحدودي.
إذا فهنا يشتم صفقة كبيرة يسيل لها لعاب اللاعبين.
وفقا ل(عصام الدين أبوزيد)،
تكمن أهمية منطقة “المثلث” أو (جبل العوينان) الجيولوجية والإستراتيجية ،في موقعه الفاصل، إضافة إلى احتوائه على ثروات معدنية نادرة ،جعلته محل أطماع إقليمية متصاعدة.
وأهم الموارد المعدنية في منطقة (جبل العوينات) هي :
1. اليورانيوم..
حيث رُصد وجوده في صخور الجرانيت والصخور الرسوبية.
ويُعد من الموارد الإستراتيجية المرتبطة بالطاقة النووية.
2. الحديد والمنغنيز..
توجد مؤشرات على خامات حديدية في الصخور المتحولة ،قابلة للاستغلال الصناعي مستقبلاً بعد دراسات تفصيلية.
3. النحاس والنيكل..
إذ توجد شواهد في العروق المعدنية داخل الصخور النارية القديمة.
4. الذهب..
تؤكد شواهد جيولوجية على وجوده، خاصة في الجانب السوداني ضمن أحزمة صخور القاعدة.
5. الكوارتز والفلسبار..
متوفر بكثرة في التكوينات الجرانيتية، يُستخدم في صناعة الزجاج والسيراميك.
6. اليشب والعقيق (أحجار كريمة)..
بعض العينات النادرة سُجلت في الجبال وحواف الوديان.
7. الرمال السيليكية عالية النقاء..
وهذه مهمة لصناعات الزجاج والإلكترونيات، وتوجد بكثافة في المناطق المجاورة.
الجيولوجيا والخصائص العامة:
لقد ساهم الموقع الجغرافي المعزول في بقاء الجبل شبه غير مستكشف رغم إمكاناته الواعدة.
كذلك فإن قربه من الحجر الرملي النوبي كمصدر للمياه الجوفية ،يضاعف من قيمته الإستراتيجية.
إن متدادات جبل العوينات في الولاية الشمالية بعدة عوامل جيوسياسية وإستراتيجية، تتضح وفقا للآتي:
1. وفرة المياه الجوفية (الحوض النوبي).
وهو واحد من أضخم خزانات المياه العذبة غير المتجددة عالميًا.
مورد استراتيجي يدعم مشاريع الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
إن صمت مصر على مايجري في منطقة المثلث ،وكذلك صمت خليفة حفتر المدعوم من مصر والامارات ،يفتح باب التاويلات على مصراعيه ،
فالاحتمالات لاتخرج عن كونها:
1/ صفقة ما تحت التربيزة لاستغلال هذه الثروات واقتسامها .
2/ محاولة للضغط على الجيش للتخلي عن التنظيمات الإخوانية المسلحة في السودان.
أما أخطر ماحدث نتيجة لذلك ،فهو أن الإمارات ضمنت فتح خط امداد جديد لميليشيا الدعم السريع.
وبالتالي فإن اجتياح الشمالية بات أمرا واقعا من الناحية العسكرية والنظرية .
وكذلك مدينة عطبرة وبعدها العاصمة الخرطوم.
وبالتالي رجوع ميليشيا الدعم السريع لهذه المدن واحتمال رجوعها الجزيرة كذلك،حال تم جلب مرتزقة جدد بعربات مسلحة وعمل المسيرات الإستراتيجية
