صحيفة صوت الشمالية العدد 351 الصادر يوم الثلاثاء 02 سبتمبر 2025

مستخدما تطبيق Google drive

185

شئ للوطن
م.صلاح غريبة – مصر
Ghariba2013@gmail.com

جهود على الأرض: زيارة مركز الأطراف الصناعية وتحديات الواقع

تُعتبر الأزمات بمثابة محك حقيقي لقياس مدى استجابة المسؤولين وفاعلية المؤسسات، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها العديد من مناطق السودان، تبرز أهمية تحرك القيادات المحلية لمواجهة التحديات الطارئة. في هذا السياق، تأتي زيارة مدير عام وزارة الصحة بالولاية الشمالية، الدكتور ساتي حسن ساتي، إلى ورشة مركز الأطراف الصناعية في دنقلا كنموذج لجهود الاستجابة السريعة، وتُعد فرصة لتقييم أداء المسؤولين في مواجهة الأزمات المباشرة.

ما يميز هذه الزيارة ليس فقط حضور الوزير المكلف، بل مشاركة قيادات من وزارات أخرى كوزير المالية والقوى العاملة، والأمين العام للشؤون الاجتماعية. هذا الحضور المتعدد يُشير إلى وعي عميق بأن الأزمة لا تخص قطاعًا واحدًا، وأن حلها يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات.

فالأضرار التي لحقت بمركز حيوي كمركز الأطراف الصناعية لا تؤثر فقط على القطاع الصحي، بل تتجاوز ذلك لتُلامس الجانب المالي والاجتماعي. وجود وزير المالية يوحي بأن هناك تفكيرًا جديًا في توفير الموارد اللازمة لإعادة التأهيل، بينما وجود الأمين العام للشؤون الاجتماعية يؤكد على البعد الإنساني للأزمة، وحرص المسؤولين على دعم الفئات المستهدفة التي تعتمد على خدمات المركز.

ما يؤخذ على الموقف برمته هو أن الزيارة جاءت لتفقد الأضرار بعد وقوع الحريق، وهو أمر طبيعي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا هو: ما هي الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها مسبقًا لتجنب مثل هذه الحوادث؟ الحريق كان نتيجة “التماس كهربائي” كما ذُكر في الخبر، وهذا النوع من الحوادث غالبًا ما يكون قابلاً للتنبؤ والوقاية. من المهم أن لا تقتصر جهود المسؤولين على معالجة الآثار، بل يجب أن تشمل أيضًا وضع خطط شاملة للصيانة الدورية والتأكد من سلامة البنية التحتية للمؤسسات الحيوية، خاصة في المرافق الصحية.

على الرغم من هذا التساؤل، يبعث تأكيد مدير المركز على استمرارية الخدمات وإعداد خطة لتنفيذ برامج أخرى شعورًا بالاطمئنان. بالمثابرة على تقديم الخدمات رغم التحديات هي علامة على احترافية فريق العمل في المركز، كما أن الزيارة نفسها تُعد دفعة معنوية كبيرة للعاملين وتأكيدًا على اهتمام القيادة العليا بعملهم.

في الختام، تُعتبر زيارة وزير الصحة ورفاقه خطوة إيجابية نحو معالجة أزمة عاجلة، وتُظهر التزامًا من القيادة المحلية بدعم المؤسسات الحيوية. ومع ذلك، يجب أن تُتبع هذه الجهود بتخطيط استراتيجي يركز على الوقاية من الأزمات المستقبلية، لضمان استمرارية الخدمات بشكل أفضل وأكثر أمانًا. فالمسؤولية لا تقتصر على إطفاء الحرائق، بل تشمل منعها من الأساس.

لتصفح صحيفة صوت الشمالية العدد 351 الصادر يوم الثلاثاء 02 سبتمبر 2025، مستخدما تطبيق Google drive، أضغط هنا ……….!!

Leave A Reply

Your email address will not be published.