“قطار من ديارنا لديارنا”: مبادرة العودة الطوعية تعيد الأمل لآلاف السودانيين

“قطار من ديارنا لديارنا”: مبادرة العودة الطوعية تعيد الأمل لآلاف السودانيين

 

القاهرة: أخبار وادي النيل 

الاثنين،15 سبتمبر 2025

في مشهد مؤثر امتزجت فيه دموع الفرح بمشاعر الأمل، ودّع مئات السودانيين في محطة القطار بالقاهرة ذويهم العائدين إلى أرض الوطن. اصطف الأطفال والنساء والرجال، من مختلف أنحاء السودان، في انتظار لحظة معانقة تراب بلادهم من جديد، في إطار مبادرة العودة الطوعية التي تنظمها منظومة الصناعات الدفاعية.

شهدت المحطة حضوراً مميزاً من رموز الفن والثقافة، حيث شارك الشاعر الكبير التجاني حاج موسى والمخرج شكر الله خلف الله في وداع المسافرين. وقد أشاد كلاهما بجهود المبادرة وإسهامها الكبير في لم شمل العائلات وإعادة السودانيين إلى وطنهم، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين، وأنها تعد إغاثة لجراح النازحين.

شهادة من قلب الحدث

في مقال مؤثر بعنوان “قطار من ديارنا لديارنا“، عبّر المخرج شكر الله خلف الله عن مشاعره، واصفًا رحلته مع الشاعر التجاني حاج موسى داخل القطار. روى خلف الله كيف ذرفت الأمهات والآباء دموع الفرح، وكيف بكوا معهم من فرط السعادة بعودة هؤلاء الأهل إلى ديارهم بعد غربة قسرية. كما أشاد بالتنظيم الممتاز من قبل شباب المنظومة والجهود المبذولة من قبل المصريين، على المستويين الرسمي والشعبي، والتي تدل على عمق علاقة “وادي النيل” التي وصفها بأنها “قدرية لا فرار منها”.
وأكد خلف الله أن الحرب اللعينة، رغم مرارتها، أثبتت أن الشعب المصري أهل للترحيب والمؤازرة، موجهًا تحية خاصة لمنظومة الصناعات الدفاعية التي قال إنها “رفعت رؤوسنا” بجهودها الإنسانية.

أرقام تعكس النجاح

غادر قطار العودة الطوعية رقم (16) محطة رمسيس متجهاً إلى أسوان، حاملاً على متنه أكثر من 1200 عائد، ليصل العدد الإجمالي للعائدين عبر القطارات إلى نحو 18,450 شخصاً، ضمن المرحلة الثانية من المشروع.
وتشير الأرقام إلى نجاح المبادرة وتواصلها بخطى ثابتة، فمنذ انطلاقها في أبريل الماضي، نجح المشروع في نقل أكثر من 83,455 سودانياً إلى ولاياتهم المختلفة، من خلال تنظيم ثلاث رحلات أسبوعياً، مع برمجة دقيقة لضمان سلاسة العملية.

مشروع يوحّد الصفوف

ضم القطار الأخير شرائح وفئات متعددة من المجتمع السوداني، منها موظفو الطيران المدني والمعلمون والإعلاميون والقضاة، إلى جانب أسر من مناطق مختلفة مثل الجموعية والعقليين وولاية الجزيرة ونهر النيل وسنار. وهذا يؤكد على أن المبادرة تتعامل مع جميع السودانيين على قدم المساواة ودون أي تمييز، ما يعزز اللحمة الوطنية ويؤكد على أن العودة للوطن حق للجميع.

شارك الشاعر التجاني حاج موسى والمخرج شكر الله خلف الله في وداع المسافرين العائدين إلى السودان ضمن مبادرة العودة الطوعية التي تنظمها منظومة الصناعات الدفاعية. ومن محطة رمسيس بالقاهرة أشاد التجاني وشكر الله بالمبادرة وإسهامها في إعادة السودانيين إلى الوطن.


ادناه تورد أخبار وادي النيل مقال المخرج شكر الله خلف الله:

****
​قطار من ديارنا لديارنا: شكرًا منظومة الصناعات الدفاعية

​للمرة الثانية، أكون ضمن الحضور لتوديع أهلنا ضمن مشروع العودة الطوعية، بدعوة من الصديقة الأستاذة أميمة عبد الله، مديرة المسؤولية المجتمعية بالمنظومة. لكن هذه المرة، كنت برفقة الحبيب الشاعر الرقيق التجاني حاج موسى. حقيقةً، حدثت الحبيب التجاني عن قائد المنظومة، الفريق ميرغني إدريس، وعن همهم بعودة السودانيين تحت رعاية المجلس السيادي. حدثته عن تاريخ طويل يمتد لعقود، بحكم معرفتي بسعادته، فهو يُقدر أهل القوى الناعمة كثيرًا، ومطبوع بالثقافة والرياضة إلى جانب اهتمامه الوطني.
​رافقني الحبيب التجاني وطافت بنا الأستاذة أميمة داخل القطار، وسلمنا على أهلنا: الأمهات، والأعمام، والخالات. انهمرت الدموع من عيونهم، وبكينا معهم فرحًا بعودتهم من ديار الغربة إلى ديارهم.
​وجدت تنظيمًا ممتازًا من شباب المنظومة وأهلنا المصريين من كافة الجهات الرسمية والشعبية، وهم يقدمون خدماتهم بروح طيبة، وهذا يدل على عمق علاقة وادي النيل كما أراها. كثيرًا ما تحدثت مع السفير العزيز هاني صلاح، سفير مصر بالسودان، بأننا روح واحدة في جسدين. ودائمًا ما أتطرق في كافة حواراتي المهنية إلى أن علاقتنا قدرية لا فرار منها حتى يوم نُبعث.
​لكن هذه الحرب اللعينة، وبرغم مرارة التجربة، أثبتت أن الشعب المصري أهل للترحيب. وكثيرًا ما حدثني سفيرنا الفريق عدوي عن أن الشقيقة مصر تستحق أكثر من شكرٍ.
​واليوم نقول لمنظومة الدفاعات: “لقد رفعتم رؤوسنا”، وقد أحس المواطن السوداني بأن الدولة، ممثلة في المنظومة، برعاية من الفريق البرهان وتخطيط دقيق من الفريق ميرغني ومجموعته من الشباب ونوابه، قد طبطبوا على جراحات النزيف للنازح السوداني بروح طيبة ويد حنونة.
​كل دمعة نزلت اليوم منا أو من المُودِّعين أو المُسافرين، هي دموع وادي النيل فرحًا بالعودة من ديار الغربة إلى ديارنا. وكفى.

Comments (0)
Add Comment