أولت الدولة المصرية اهتمامًا بالغًا بتحقيق تنمية صناعية شاملة، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن الصناعة تمثل قاطرة التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة (2024–2030)، بالتوازي مع إقامة مدن ومجمعات صناعية متكاملة، والتي تُعدّ ركيزة أساسية لتعزيز الإنتاج الصناعي، والارتقاء بجودته، وتوفير بيئة صناعية مُحفزة على النمو والإبداع.
كما حرصت الدولة على نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات الحديثة، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات الصناعية التي تهدف إلى تعزيز التنافسية ورفع جودة المنتجات لتتوافق مع المعايير العالمية.
أولًا: تطوير السياسات الداعمة للصناعة المصرية
جاءت أبرز السياسات التطويرية الداعمة لتوطين الصناعة المصرية، وهي تأسيس المجلس التنفيذي لإحلال الواردات وتعميق المُنتج المحلي عام 2021 لتوحيد الجهود والتنسيق بين الجهات ذات الصلة، وإطلاق منصة مصر الصناعية الرقمية لإتاحة جميع الخدمات الصناعية إلكترونيًّا لتسهيل الإجراءات والتيسير على المستثمرين لإصدار خدمات الأراضي والتراخيص الصناعية مباشرة من موقع واحد فقط، وسداد جميع الرسوم من خلال منظومة الدفع الإلكتروني، وإلى جانب ما سبق، تستهدف المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية “ابدأ”، دعم وتعميق الصناعات الوطنية للاعتماد على المُنتج المحلي وتقليل الواردات، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في توطين التنمية والابتكار بقطاع الصناعة.
-
الاستراتيجية الوطنية للصناعة (2024 – 2030):
مستهدفات الاستراتيجية:
-
رفع مساهمة قطاع الصناعة في الناتج القومي من 14% إلى 20% سنويًّا بحلول عام 2030.
-
رفع نسبة مساهمة الصناعات الخضراء في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%.
-
مضاعفة عدد فرص العمل في القطاع الصناعي من 3.5 مليون فرصة عمل إلى 7 ملايين فرصة عمل وتنمية مهاراتهم والحد من البطالة.
-
تقديم الدعم الفني للمصانع الصغيرة ودمجها في الاقتصاد الرسمي.
-
حل مشاكل المصانع المتعثرة والمتوقفة عن الإنتاج.
واعتمدت الاستراتيجية على التعاون مع القطاع الخاص كشريك رئيسي وأساسي في الأنشطة الصناعية، نظرًا للدور الرئيسي الذي يقوم به القطاع الخاص في التنمية الصناعية.
وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للصناعة، تم إعداد خطة عاجلة للنهوض بالصناعة المصرية، وقد صدّق عليها السيد رئيس الجمهورية في 7 أغسطس 2024، وتهدف هذه الخطة إلى تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، وترتكز على (7) محاور رئيسة، وهي:
المحور الأول: دعم التوسع في الصناعة المحلية، من خلال إنشاء مصانع جديدة لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية، ومستلزمات الإنتاج المستوردة، مع الالتزام بجودة عالية وأسعار تنافسية. ويتم ذلك عبر جذب الاستثمارات من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب.
المحور الثاني: تعميق القاعدة الصناعية لزيادة الصادرات، وذلك بالتركيز على الصناعات المعتمدة على الخامات والموارد الأولية المتوفرة محليًّا أو التي تتوفر تكنولوجيا إنتاجها، مثل الحديد، والألومنيوم، وغيرها، واستغلال المقومات الطبيعية لمصر (الزراعة، الصناعية، التعدينية) لإنتاج منتجات ذات جودة عالية وبأسعار قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
المحور الثالث: إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، من خلال دعم المصانع المتوقفة أو المغلقة، ومساعدة المشروعات الصناعية المتعثرة في استكمال مراحل الإنشاء والتجهيز والتشغيل، بما يسهم في تنشيط الحركة الصناعية وزيادة الطاقة الإنتاجية.
المحور الرابع: رفع جودة المنتجات المصرية، لتمكينها من المنافسة سواء داخل السوق المحلية أو الأسواق العالمية، من خلال تطبيق معايير الجودة والتطوير المستمر.
المحور الخامس: التوظيف من أجل الإنتاج، بما يساهم في خفض معدلات البطالة وتحسين مستوى المعيشة للأسر المصرية، من خلال خلق فرص عمل مستدامة في القطاع الصناعي.
المحور السادس: تطوير الكوادر البشرية والعمالة الفنية، عبر برامج تدريب وتأهيل تنفذها جهات متخصصة تابعة للوزارة والمراكز البحثية والجامعات، بهدف الارتقاء بمستوى الكفاءات الفنية، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة المنتجات وزيادة فرص التصدير.
المحور السابع: مواكبة الاتجاهات الصناعية الحديثة، من خلال التوسع في تطبيق نظم التحول الرقمي، وتشجيع الصناعات الخضراء والمستدامة، لمواكبة التطورات العالمية وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية. |